للصيام فضل عظيم وثواب جزيل مضاعف، فقد أضاف الله الصيام تشريفًا وتعظيمًا للمسلمين، وتهذيبًا للنفوس المريضة، لكي تشفى، لكن نفس الإنسان أمارة بالسوء، وهناك من تسول له نفسه مشاهدة صور فاضحة، لذلك يتسائل البعض إذا ماكان النظر لصور الفنانات، كصور هيفاء وهبي مفطرًا أم لا؟
هناك شقان في الموضوع، فلا يبطل صوم بالنظر إلى المحرمات، ولا ينقص أجر الصيام إذا حدثت النظرة فجأة، وصرف الناظر بصره، ولا يأثم بتلك النظرة لما رواه مسلم وأبو داود عن جرير قال سألت رسول الله صلى عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال: (أصرف بصرك). وكذا لما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: (يا علي لا تتبع النظرة، فإنها لك الأولى وليست لك الآخرة)، والمعنى لا تكتب عليك النظرة الأولى إذا كانت من غير قصد، وتكتب عليك النظرة الآخيرة لأنها باختيارك فتكون عليك.
لذلك فان المعاصي في الحالة الثانية(النظرة الأخيرة)، ربما لا تفسد الصيام إلا أنها تنقص أجره بل تمحو أجر الصيام كليا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس من قيامه إلا السهر). رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له.
فينبغي للصائم أن يحفظ صيامه من النظر إلى المحرمات ومن المعاصي عموما فإنها شر وبلاء.