عُرضت الحلقة الأولى من مسلسل (الهيبة الحصاد) بجزئه الثالث، وحققت نسبةَ متابعة هائلة، ونافست على المراتب الأولى ضمن لائحة الـ (Trending) في لبنان على التويتر.
تيم حسن عاد بدوره المعتاد (جبل) الذي يُفاجأ بعدم وفاة إبن عمه عبدو شاهين (شاهين) بعدما أطلق أحد رجاله الرصاص عليه، ليتجه إلى بيروت بنية إنقاذه مخاطرًا بحريته وهو الملاحق من القضاء اللبناني.
سيرين عبد النور تطلّ مقدمة برامج سياسية تناقش قضية جبل التي يتحدّث عنها الجميع بحلقة تلفزيونية، لكنها لا تعرف شكله.
المسلسل رائع بحلقته الأولى ويبدو أنضج وأفضل من الجزئين السابقين لعدة أسباب:
- تيم حسن يخرج من ثوب الشخصية الجامدة والخالية من المشاعر التي قدمها سابقًا، لتظهر تعابير وإنفعالات جديدة على ملامحه ويتلاعب بنبرة صوته التي أوحت بحزنه على إبن عمه، ما يجعله يواجه والدته منى واصف (ناهد) جديًا من أجل إنقاذ حياته.
- منى واصف وختام اللحام تلعبان أجمل أدوارهما، فتبدو القديرة منى قاسية بنبرتها الحادة، تحمل آلةً وتحفر الأرض رغم سنها، وتبذل مجهودًا يكرّس مدى إحترافها وتقديرها لمهنتها، وتسير على عكازاتها بظهر مستقيم، لا تكسرها الخسائر ولا خسارة نجلها (صخر) لنظره وحزنه على إبن عمه، الذي ظن كما الجميع إنه توفي.
قالوا إن (الهيبة) خسر موقعه وشهرته ونجوميته بعدما تركته نادين نجيم، لكننا نقول إن منى واصغ وحدها تُسقط هيبته وقيمته وشأنه إن غابت هي لا غيرها من العنصر النسائي، وإن أداءها الرفيع وحده كفيل بضمان نجاحه.
ختام اللحام التي تلعب شخصية والدة (شاهين) تركض يائسةً نحو قصر جبل، العدو الأول، والمسؤول الوحيد عن قتل إبنها، تصرخ وتفقد الوعي، لكنها لا تفقد رغبتها بالإنتقام، فتحمل البندقية وتطلق النار على حارسٍ أمام بوابة المنزل، يواجهها الرجال ويصادرون السلاح منها، تلمح منى التي تحمل فأسًا وتدعي إنها تدفن (شاهين) بدمٍ باردٍ بلا شفقة، تنهار ضعفًا وتشتمها وتبكي، تنجح ختام وتؤدي مشهدًا صعبًا مليئًا بمشاعر الأم المهزومة أمام جبروت عائلة تحكمها وتحكم موطنها الصغير. - الأداء الرائع لشقيقي تيم حسن (أويس مخللاتي وروزينا لاذقاني) بمشهدٍ حزينٍ بعدما اعتقدا أن إبن عمهما مات أمام عيونهما، يظهران به أحاسيس وإنفعالات صادقة، تصرخ روزينا وتحمل مسدسًا وقد ملت من أسرتها التي ترتكب الجرائم دون حساب، تنوي قتل أخيها الأعمى الذي يبدي حزنه بصوته ومشيته وحركات يديه.
- ظهور سيرين عبد النور في المشهد الأخير من المسلسل يبشر خيرًا، وكنا مدحنا بأدائها بالبرومو، تجلس على كنبة كمقدمة برامج، تتحدث بنبرة إذاعية مميزة وجذابة، تنظر إلى الكاميرا كما تنظرن المقدمات المحترفات، تحمل أوراق الإعداد بيديها وتدقق بها لتطرح سؤالًا.
سيرين من أمهر الممثلات العربيات، ويبدو أنها درست شخصيتها من كافة جوانبها، وفي طريقها لاستعادة نجوميتها كنجمة صف أول بعد هزيمتها العام الماضي. - المخرج سامر البرقاوي الذي تطور بشكلّ واضحٍ عن الجزئين السابقين، فاستخدم كادرات مختلفة بطريقة التصوير، ولقطات قريبة من وجوه الممثلين تظهر تعابيرهم وتفاعلهم، واللقطة الأهم التي شددنا على تميزها كانت عندما تقدم أحد رجال (جبل) من (شاهين) ليسمع صوت نبضات قلبه، وإستخدم الـ (Close up) التي أظهرت ملامح الرجل على الأرض، والتي تبدلت بين حزنه على رحيله وسعادته بسماع تلك النبضات بثوانٍ، والتي لا نراها كثيرًا سوى في أفلام هوليوود وببعض الإنتاجات الدرامية المصرية.
البداية الموفقة للهيبة لا تحسم النقاش حول مدى نجاح رهان المنتج صادق الصباح على سيرين عبد النور والنص المتجدد وأداء الممثلين الجيد، والحلقات المقبلة ستحدد موقفنا وتقييمنا الأنضج منه، لكننا على ثقةٍ إنه سينجح بتعويض خيبات جزئه الثاني على الأقل!
عبدالله بعلبكي – بيروت