هل تذكرون الممثل اللبناني القدير كمال الحلو الذي مات على أبواب المستشفيات في لبنان؟ أم الممثلة اللبنانية القديرة أماليا أبي صالح التي بكت مستغيثة الدولة اللبنانية بتأمين أدويتها الباهظة وماتت حزينة على حالتها المرضية وقتلوا حلم الفن فيها وتجاهلوها!
أم مثلاً الممثل اللبناني القدير صلاح تيزاني المعروف بأبو سليم الذي أطل عبر إحدى الشاشات اللبنانية ينعي حالته المادية الصعبة وبكى بتأثر على حال الفن في لبنان خصوصاً حال نجوم الزمن الذهبي؟
اقرأ: اليسا هل تخجل من فقرها؟
وهل تذكرون كيف عاشت الشحرورة صباح آخر أيامها، وكذلك العملاق الكبير وديع الصافي فماتا بصمت وبداخلهما الكثير من الكلام والعتب تجاه الدولة اللبنانية التي لم تعلن الحداد عليهما رغم كل ما قدّماه للبنان.
على الأقل تلك الحالات التي عشتها في زمني أنا، ولا أعلم إن كان كل نجومنا الكبار رحلوا بصمت وبغياب الدولة أم أنهم تعذبوا كثيراً خلال أيامهم الأخيرة وتألموا من المرض ومن أوضاعهم وربما ندموا على كل ما قدّموه للبنان..
اقرأ: إليسا هذه الصورة تشبهها وتشي بشخصيتها القياديّة!
الممثلة اللبنانية القديرة ليليان_نمري عاصرت أهم نجوم الزمن الجميل مثل ابراهيم مرعلشي، هند أبي اللمع، فريال كريم وعليا النمري، لكنها ظُلمت في بلدها ولم تأخذ حقها رغم قدراتها التمثيلية الرائعة والكبيرة والتي قلما نراها في هذا الزمن التجاري.
تشارك في بطولة مسلسل “ع إسمك” تمثل بدموعها، تنقل مأساتها بصوتها وبتعابير وجهها حتى كدنا نصدق بأنها تعيش هذه المأساة في حياتها اليومية، وهذا إن دل على شيء فعلى إبداعها وتألقها الكبيرين.
اقرأ: ليليان نمري الضحكة الممزوجة بألم
النجمة اللبنانية إليسا تتابع المسلسل، وكتبت تغريدة لـ ليليان وقالت إنها معجبة بها وبأدائها، وأعطتها حقها المسلوب من الدولة ومن بعض المنتجين اللبنانيين..
قامات لبنانية كثيرة تحتاج مئات الصفحات لإيفائها حقّها والإعراب عن الوفاء لها ودائمًا نجد اليسا تتذكرهم وتعطيهم حقهم المسلوب في دولة لا تحترم لا الكبار ولا الأساطير ولا الشعب.
اليسا وحدها تغني على المسرح لـ فيروز، وتعلن عن إشتياقها للشحرورة صباح وتكتب لها بذكرى ميلادها ووفاتها، حتى أنها قدّمت قصة حياة الفنانة اللبنانية الراحلة داني بسترس من خلال كليبها “عكس اللي شايفينها”..
وان لم تتحدّث عن كبار لبنان في الفن والصحافة والإعلام، تقف إلى جانب شعبها وتهاجم الطبقة السياسية التي دمّرت البلد، وفي كل تغريدة تكتبها قضية مهمة.
اقرأ: إليسا قضيتها المرأة وتوجه رسالة ضد التعنيف
إليسا ليست نجمة أولى بأعمالها فقط إنما بكمية الحب والعطاء في داخلها لكل عمالقة لبنان والوطن العربي..
حقًا لن تندثر الإنسانية ولن تزول بوجود اليسا وكل مَن مِثلها في الوسط الفني أو بعيدًا عنه.
سارة العسراوي – بيروت