عاش في القرن التاسع قبل الميلاد، هو من ضيعة تشبة من سكان جلعاد.

سيرته في الكتاب المقدس، العهد القديم، في سفر الملوك الأول، فصل 17/19-21 وسفر الملوك الثاني فصل 1/2.

معنى اسمه «الرب هو إلهي».

يصلّي ويصوم ويبشّر وأرسل الله له الغربان لتطعمه، زمن الجفاف.

قام بمعجزة تكثير الطحين والزيت وأقام الابن الوحيد لأرملة صرفت – صيدا من الموت، وأسقط المطر بعد جفاف.

وساعة الخوف واليأس هرب من وجه الملكة ايزابيل وسار حتى جبل حوريب، الجبل الذي تجلّى عليه الله للنبي موسى، ومسح ملكين، ومسح اليشاع نبياً مكانه.

رفعه الرب في مركبة ناريّة، «ولمّا دخل إيليا في العاصفة مات (أبرشية انطلياس المارونية، الأخت ماري ديب، مجلة كنيستنا، العدد 74، تشرين الأول 2011).

هو من سبط لاوي أي من سلالة الكهنة كما يوحنا المعمدان (قاموس الكتاب المقدّس، السنكسار، سير القديسين، المطران ميخائيل عساف، الشباب المسيحي، المنتدى، سوريا، 17-7-2013)، (القديسين الزراعيين، أساطير الخصب القديمة والمعتقدات الشعبية في سوريا، ترجمة أحمد الهندي، مراجعة وتقديم فراس السواح، دار الكندي، سورية 1989).

إيليا علامة فارقة

هذا النبي هو آية فارقة في حياة اللبنانيين والمسيحيين وغير المسيحيين، من مسلمين ودروز، إنه شخصية فزة، وحده عبر العهد القديم ووصل إلينا بعبادة خاصة ومميزة غير جميع الأنبياء، خاصة في الكنيسة الشرقية، كأشعيا وإرميا وحزقيال وسواهم من أنبياء العهد القديم. ويكرّمه المسيحيون والمسلمون والدروز، ولو أطلق عليه اسم الخضر الذي يعرف به مار جرجس.

المقلق المحرق بوهج النار أحرق الماء والأحجار والحطب، أقلق الجميع بغيرته كما قال له آحاب الملك فطلب منه أن يجمعوا له كهنة بعليم وتحداهم باسم الرب.

هناك في جبل الكرمل اجتمع الأربع مئة والخمسين من أنبياء البعل (سفر الملوك الأول 18-17-9-3).

أنبياء عشتاروت الأربع مئة وكلهم يأكلون على مائدة ايزابيل الملكة، وراح إيليا يصرخ ويقول «إلى متى أنتم تعرجون بين الجانبين؟

إن كان الرب هو الإله فاتبعوه، وإن كان البعل إياه، فاتبعوه.

فلم يجبه القوم بكلمة، فقال إيليا للشعب: (أنا الآن وحدي بقيت نبياً للرب. فليؤت بثورين وأجعلوا ثوراً على الحطب وأنا أجعل ثوراً على الحطب ولا نضع ناراً. وادعوا باسم الهكم وأنا أدعو باسم الرب والذي يجيب بنار فهو الإله).

أصرخوا للبعل النائم، فقام انبياء البعل بالصراخ إلى البعل، أيها البعل أجبنا، فلم يكن من يجيب، وهم يرقصون حول المذبح! فسخر منهم إيليا وقال:

(اصرخوا بصوت أعلى فلعله نائم، ولا يجيبكم أحد).

فقام إيليا وقال املأوا أربع جرار ماء وصبوا على المحرقة.

وتقدّم إيليا وصرخ استجبني يا رب استجبني.

فهبطت النار وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب فضرب بالسيف كهنة البعل، وحبس ايليا الندى والمطر وراح إيليا بعيداً وتوارى عن الأنظار.

أتى الى لبنان، صرفت صيدون، الغربان تأتيه بالخبز واللحم، ومن هناك انطلق الى صرفت صيدون ويسوع أتى أيضاً إلى هناك وأقام عند امرأة أرملة وطلب كسرة خبز، فقالت:

(ليس عندي إلاّ هذا القليل من الدقيق والزيت سأصنعه لإبني، ونأكله ونموت).

فقال لها إيليا لا تخافي اصنعي كما قلت لك فإن جرة الدقيق لا تفرغ وقارورة الزيت لا تنقص.

ومرض ابن المرأة لم يبقَ فيه روح، فراحت المرأة تصرخ وتولول، فأخذ إيليا الولد وأضجعه على سريره وصرخ إيليا إلى الرب الإله فسمع الرب صوت إيليا وعاد الغلام حياً.

حبس المرض وأنزله، وبعد انحباس المطر صعد إيليا جبل الكرمل وقال لغلامه تطلع نحو البحر فصعد وتطلّع وقال:

(ما أرى شيئاً). وبعد سبع مرات رأى سحابة قدر راحة رجل طالعة من البحر وجاء مطر عظيم.

وخاف إيليا من ايزابيل زوجة الملك أحاب لأنها كانت تحمي كهنة البعل وهرب في البرية وطلب لنفسه الموت ونام تحت الشجرة فضربه ملاك الرب عل جنبه وقال له:

(قم فكل وعاد ونام). فعاوده ملاك الرب ثانية ولمسه وقال له: (قم فكل فان الطريق بعيدة أمامك فقام وأكل وسار في البرية أربعين يوماً وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب ودخل المغارة وهناك بات فيها).

فسأله الرب ما بالك ههنا، فقال إيليا بقيت وحدي، بقيت وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها لأني غرت غيرت للرب، فقال له الرب أنا أبقيت لي بقية لم تجث للبعل.

الكلاب تلحس دمله، وكان لنابوت البزرعيلي كرم إلى جانب قصر الملك فطلبه الملك فرفض نابوت أن يعطيه ميراث أبائه.

فحزن الملك فسألته امرأته ايزابيل ما باله كئيباً؟ فأخبرها.

فأصدرت أمراً شهد فيه شاهدان كذباً ان نابوت جدّف على الله وعلى الملك، فأخرجوه ورجموه حتى الموت.

فقال الرب لإيليا (قم وقل للملك هكذا يقول الرب)، في الموقع الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك انت أيضاً.

وقال لإيزابيل ان اللاب ستأكلها، وهكذا كان. (فراس السواح، الاوان، النبي الياس بين التوراة والقرآن، الخميس 11 كانون الأول 2008)، (مجلة بيبليا).

مركبة النار تأخذ إيليا، وأراد الرب أن يرفع إيليا في العاصفة وبعد أن لف إيليا رداءه ضرب مياه الأردن به فانفلقت إلى هنا وهناك وجاز كلاهما على اليبس وفيما كانا سائرين وهما يتحادثان إذا مركبة نارية وخيل نارية قد فصلت بينهما، وطلع إيليا في العاصفة نحو السماء واليشاع ناظر وهو يصرخ:

(يا أبي، يا أبي)، ورمى إليه إيليا بردائه فأخذه وضرب المياه فانفلقت وعبر إليشاع الى أريحا.

وروح الرب حمل إيليا الى السماء، وأتى ذكر إيليا في الإنجيل (متى 11/7-15)، ويوحنا (1/19-28) حيث قال يوحنا أنا لست إيليا.

القرآن وذكر إيليا، أتى ذكره في القرآن الكريم «وان الياس لمن المرسلين» (الصافات 123 والانعام 185).

والمسلمون كما تقول الموسوعة الحرة ويكيبيديا يعتقدون برسالة ونبوة الياس او ياسين «سلام على آل ياسين وإن الياس هو نفسه إيليا (التفسير الكبير للرازي، ص 140، تفسير آية 130 سورة الصافات، تفسير القرطبي ص 153. تفسير آية 130 سورة الصافات «وزكريا ويحي وعيسى، والياس كل من الصالحين» آية 85/6.

الموحدون الدروز وذكر إيليا، وجاء في موقع (مرمر) منير فرو 24-1-211 في الخامس والعشرين من كانون الثاني من كل عام.

يحتفل أبناء الطائفة الدرزية في البلاد بعيد زيارة مقام سيدنا خضر، عندنا في المتن الأعلى الخضر هو مار جرجس، عليه السلام في قرية كفرياسين في الجليل.

في هذه المناسبة يتوافد إلى المقام الشريف مشايخ الطائفة من الجولان والجليل والكرمل طلباً للرحمة والفرح.

وهناك مقامات عدة تحمل اسم هذا النبي الرسول، ويُقال سمي بالخضر وهذا الاسم يعرف به مار جرجس أيضاً لاخضرار الأرض التي يجلس عليها لعبادة خالقه، وهو حي لا يموت.

عند اليهود هو الياهو، وعند المسيحيين مار الياس، أو مار جرجس الخضر حيث تخضر الدنيا بعيده في 23 نيسان.

خاتمة، فليكن مار الياس الحي شافعاً لنا لدى الله كي لا نعبد شهوات الجسد والمال والمجد والسلطة كي نكون في الحق فلا نظلم الناس ونعرج على الجانبين، وليكن في قلبنا غيرة الله ولتحرقنا نار حبه لنصل اليه على مركبة من نار عشقه والفناء فيه وليمسحنا بزيت الشفاء والصحة والعافية.

الأب يوسف مونس

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار