باسل خياط يريد أن يكون مختلفاً، على حساب جودة العمل، وأصول اللعبة، فتفذلك حتى فلقنا، وبدا مهزوزًا ليس بالشخصية التي يؤديها في مسلسل (الكاتب) بل في شخصيته الحقيقية، ونلاحظ ذلك من ارتجاله الحوار، ومبالغته في أداء المشاهد، مستخدمًا التمديد والتطويل في الجملة ثم تكرارها دون مبرر.
He is hamming it up هكذا يأتي التعبير حرفيًا في الأكاديميات العالمية، يؤدي أكثر ما يحتاجه الدور، بالحركة والصوت وأحياناً بالإيماءات بيديه وعينيه فيختلط عليك الأمر، هل لا يزال الخياط عالقاً في دورهِ في مسلسل 30 يوم؟
باسل يطيل في ترداد ما يقول، ولا يلتزم الحوار المكتوب وكأنه يريد كسب المزيد من الوقت الاضافي أمام الكاميرا!
يمضغ المشهد ثم يجتره، ما يوحي أن الكاتب أهبل، أي النص ركيك وهزيل، والصحيح أن الحالة النفسية التي يعاني منها باسل تستدعي نقله فورًا للعلاج لأنه مصاب بأمراض نفسية عدة ومنها النرجسية المتقدمة، وعقدة الفيديتاريا.
ليس صحيحًا ما كتبته إحدى المدعيات، تصف النص بالهزيل والمضحك، لأجد في تعليقها التافه ما يضحكني، على أمةٍ تقتل مبدعيها ومنهم كاتبة القصة والسيناربو والحوار، ريم حنا، التي يبان نصها في الحلقات الأربع الأولى منضبطًا رصينًا ذكيًا محبوكًا وعربيًا لا هجينًا يقلد البوليسي الغربي، بينما باسل يعبث في دوره ما يؤثر على الشكل العام للحلقة.
باسل يكرر ما يقول مرتين وثلاث، هذاعدا حركاته المضطربة مستخدمًا يديه ورقبته وعينيه وشفتيه في مشاهد تكاد تكون تهريجية!
ما بين البطلة دانييلا في عالم، وهو في عالم، وكأنه يمثل وحده، حتى قد يتساءل المشاهد كيف تقبل هذا الرجل المختل؟ تلعب دانييلا بثقة ملتزمة بالدور في حين يتفذلك باسل ويلعب وحده غير فاهم أنه يمثل مع أفراد ومجموعات.
الأوفر أكتنغ أو المبالغة مطلوبة حين أداء شخصية غريبة، أو للتأكيد على الخصائص الغبية للغبي أو المصاب بأي لوثة نفسية، لكن شخصية الكاتب لا تحتاج لكل هذا التضخيم والتهويل حتى في حوار الحب!
لذا تفوقت دانييلا في أدائها النظيف من الأخطاء والمطبات.
مسلسل الكاتب تأليف ريم حنا إخراج رامي حنا إنتاج اللبناني جمال سنان شركة أيغل فيلمز.
نور عساف – بيروت