انتشر اليوم فيديو مؤثر جداً عن قيام أحد المعلمين على استخدام أقسى أنواع التعنيف ضد تلاميذ لا يتجاوزون الـ 11 عاماً. استخدم المعلم المجرم في مدرسة (المقاصد الخيرية) الخاصة في الزهراني العصا وضرب عدداً من الفتيان معتمداً أسلوب المخابرات الرخيصة، فضربهم على أقدامهم بقوة، وملأ صراخهم وبكاءهم الدنيا، والغريب أن ادارة المدرسة لم تسمع صراخ الأطفال ولم تأبه لرعبهم من الأستاذ المجرم.

ذلك المعلم الذي كشف الفيديو عن صورته دون اسمه المصون الذي يجب أن يدرج على لائحة "الزريبة" استخدم التعنيف الأبشع بحق الأطفال بلا رحمة وقلب.

شاهدتُ ذلك الفيديو على قناة المستقبل وبغضب عارم صرخت طالبة الرحمة والرأفة، لأننا لا نعيش في زريبة ولا عُدنا نتعلم تحت السنديانة "وإذا ما درسنا نُضرب بعصا السنديان وفرك الأذن" هذا الأسلوب يعود إلى عصر أهبل ومتخلّف، وقلت أين هو وزير التربية عليه أن يتخذ أقسى أنواع العقوبات ضد الاستاذ الذكر ؟

وبعد لحظات من نشر قناة (المستقبل) للفييو اتصل وزير التربية والتعليم العالي، الياس أبو صعب، الذي نفتخر به أنه يمثل التربية الصالحة والثقافية في لبنان، وعبّر عن أسفه لما شاهده من عنف ضد الأطفال ولأنين الأصوات البريئة من الطلاب الأطقفال وجعاً من عصا الأستاذ البهيم، والخوف الذي ظهر على عيونهم، ووعد الوزير بأن يتخد أقسى العقوبات ضد المعلم، لا بل وعد بتخطي القانون ليأخذ حق الأطفال، وليجعل ذلك المجرم عبرة لكل أستاذ يتجرأ على مد يده على أطفال لبنان في المدارس الحكومية وحتى الخاصة منها.

واعتبر الوزير أن ما قام به المعلم جريمة لا يغتفر لها أبداً، وسيعمل جاهداً ليلقنّه درساً ووعد بأن يعلم الإعلام عن الاجراءات القاسية التي ستتخذ ضد المعلم الذي تجرأ على استخدام العنف ضد التلاميذ حتى لو أنه سيتخطى القوانين.

معالي الوزير نحن لنا الشرف بأنك استلمت ذلك المنصب "بالوقت الحساس" انفعالك الأبوي الذي سمعته اليوم على شاشة التلفاز جعلني أتأكد بأن طلاب لبنان أصبحوا بأمان من المجرمين الذين يتحكمون بهم ويدفعونهم إلى كره التعليم والابتعاد عن المدارس ويساهمون بازدياد نسبة الجهل والأمية لأسباب نفسية وتربوية سلفية.

ونطالبك بأن يخضع المعلمون في لبنان إلى دورات تدريبية جديدة (خصوصاً للمعلمين القدماء) لتساعدهم على كيفية التعامل مع الطلاب دون استخدام وسائل التعنيف ان كان جسدياً أو معنوياً أو لفظياً. فكم من طالب لبناني كره المدرسة وفضّل الجهل والأمية على الثقافة والتعلّم لوجود مثل ذلك المجرم في بعض المدارس.

نشد على يديك طالبين منك أن تزيد من الرقابة على المدارس الحكومية خصوصاً والخاصة أيضاً لإنقاذ طلاب لبنان من فساد الدولة ووزاراتها.

Chapeau Bas معالي الوزير، فأنت شرف للتربية الصالحة، ونريد وزراء في لبنان مثلك ومثل الوزير السابق زياد بارود ووزير العدل الحالي أشرف ريفي لعلكم تساهمون بإعادة اسم لبنان إلى (سويسرا الشرق).

سارة العسراوي

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار