هكذا بدأت تروي حدوتتها مع مرض السرطان وكانت أول نجمة تسمح لنا بالإعلان عن إصابتها عبر الجرس وكنت زرناها في المستشفى في لندن ودخلنا غرفتها وصورنا.
قالت:
بقالي فترة ساكتة ومش حابة اتكلم .. بس الحقيقة بعد فراق العزيز الراحل فاروق الفيشاوي وفراق الجميلة الشابة ميشال حجل وصيفة ملكة جمال لبنان السابقة بنت ال ٢٥ سنة في نفس الأسبوع وقصص أخرى زادت مشاركتها في الفترة الأخيرة عن ناس اتعلقنا بيهم لكن المرض خطفهم مننا .. كل ده خلى بعض الأصوات تعبر عن فقدانها للأمل بعد سلسلة الصدمات دي، وتشوف إن التحدى مع السرطان ممكن يكون معركة خسرانة ،

علشان كده قررت وبعد تفكير طويل أشارككم قصة صغيرة !
البعض يعرف إني أُصبت بمرض السرطان اللي هو في الحقيقة أنا وصفته إنه مش بس مرض دي معركة حقيقية !
ومهما الواحد اتكلم عن معركته ورحلة المرض، هيفضل من الصعب وصف بعض اللحظات اللي عدت عليه، لحظات الألم، بس النهاردة قررت أحكيلكم الزاوية الأهم للحدوتة،
حدوتة الأمل.

“للأسف سرطان يا بسمة” ..
الجملة دي سمعتها من الدكتور بتاعي بعد الكشف والتحاليل.. لاقيته بيقولهالي عشان آلاقى نفسي فِي لحظة وبدون تفكير بقول “إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها” ..
قعدت أرددها بشكل فاجئني أنا شخصياً! ..
كان ساعتها وفِي لحظتها لازم اختار،
هل استسلم للعدو ده؟،
ولا أواجه وأحارب المعركة دي عشان الخسارة هنا مش زي أي خسارة .. دي حياتي .. حرفياً!
مافكرتش كتير عشان إجابتي كانت قدام عيني، كانت بتتجلى في بسمة الأمل على وشوش اللي بحبهم، السبب الحقيقي اللي مخليني عايزة أحارب، عايزة أعيش ….

“أولادي” اللي بحلم أشوفهم بيكبروا قدامي، أشوفهم بيتخرجوا، بيتجوزوا ويخلفوا!
“جوزي” حب عمري اللي شوفت الخوف في عينيه، الخوف من الخسارة!
” أهلي، اخواتي”.. كل دول هما أمل حياتي اللي عشانهم كان لازم أحارب وأخوض المعركة دي، كان لازم أحاول أغلبه وأحاول أعيش!

كنت بسمع صوت بيتردد في وداني: يا أغلبه يا يغلبني”
كنت بقوي نفسي بالصوت ده عشان أقدر أكمل المعركة! كان الدكتور يبقى عايز يقولي الأعراض الجانبية للكيماوي أو العلاج كنت أقوله لا، مش عايزة أعرف!
كنت أقول مش يمكن ربنا يعديها عليا من غير ما أختبر كل اللي هيقوله، ليه أعرف وأبقى مستنية العفريت يطلعلي.. شعري لما وقع قلت وماله ما كان ممكن شعري نفسه يتعب أو يحصل أي حاجة ويقع بردو .. ربنا كريم وبيعوض … هيعوض.

كنت أخرج من غير باروكة ألاقي المقربين مني بيزعقوا ويقولولي لا، خايفين عليا من نظرة شفقة أو حسرة أو تشفي، كنت بقول لا ، لو دي نقطة ضعف ، لو البعض هيشوفها كده ، فأنا ما قدميش غير المواجهة يا أما هتاكل فيا وتقضي عليا!
ماتفتكروش من الكلام ده إني قوية أو أني يعني كنت قادرة أوي بالعكس كان فيه لحظات إنكسار، لحظات ألم ووجع ماحدش أبداً .. أبداً هيعرفها أو يعرف وقعها عليا … ماحدش هيحسها زي ما أنا حسيتها..

بس مع كل لحظة ألم كنت بدور على باب للأمل …
في ضحكة من ولادي..
في طبطبة جوزي..
في حضن أهلي..
أصل كلنا عندنا شخص بنحبه وبيعز علينا فراقه ..
وأنا ماكنتش مستعدة أفارق خصوصاً لو الخيار متروك ليا ..

“بعد ما خفيت الحمد لله كنت طول الوقت أقول ياااه.. فكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي … وكم يسر أتى من بعد عسر ففرج كربة القلب الشجي ”

كم لله من لطف خفي في حياتي وحياتنا ؟
كم لله من منح جت في شكل مِحن ؟
إزاي كانت جوايز لينا في الرحلة اللي استصعبناها …
وإزاي مهما يأسنا وافتكرنا إن الدنيا ضلمت … دايما الأمل موجود..
ماتيأسش عشان الأمل موجود بينا وباللي بنحبهم ! ربنا يقدر كل شخص على رحلته.. ويقدرنا نساعد وندعم كل شخص محتاج دفعة للأمام.. ويشفي كل مريض بيحاول يلاقي باب للأمل..

هذا الفيديو صورناه في غرفة السيدة بسمة في المستشفى في لندن سنة 2013 حين بدأت العلاج.

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار