روجت النجمة اللبنانية إليسا، لفيلمها الوثائقي الأول (Its Ok)، الذي سيصدر عبر منصة نتفلكس، في ال٢٥ من كانون الثاني/يناير المقبل.
وظهرت إليسا في مقطع ترويجي من الفيلم، تؤكد أن اصابتها بمرض سرطان الثدي، كان نتيجة دخولها علاقة سامة “توكسيك” مع شخص غير سوي، سبب لها متاعباً شديداً وارهاقاً نفسياً وذهنياً وجسدياً، أدى بها إلى السرطان!
إليسا لم ولن تفصح عن اسم حبيبها الذي سبب لها كل هذه المتاعب، لإنها لا تحب الفضائح، لكنها اعلنت فقط أن حالتها النفسية السيئة آنذاك، كانت سبباً مباشراً في اصابتها بالسرطان، وذلك لتنصح جميع محبيها بضرورة محاولة الابتعاد عن العلاقات السامة والأشياء المرهقة نفسياً كي لا يصابوا بأمراض عصيبة أهمها السرطان.
اقرأ: إليسا سرطان الثدي قصتي وقضيتي وشهر التوعية
وهنا نذكر بعض الأبحاث العلمية التي تحدثت عن علاقة الحزن والحالة النفسية السيئة بالإصابة بالسرطان:
حسب عدد من الدراسات والمختصين فإن أمراضا خطيرة كالسرطان قد تحفزها الأحزان والصدمات النفسية سواء الخاصة أو العامة، فمن حيث المبدأ قد يعاني البعض من آلام وأعراض مرضية جسدية حقيقية لكن منشأها ليس مرضا عضويا إنما الكرب النفسي وتسمى بالأمراض (النفس جسدية-سيكوسوماتيك).
د.ريك هامير عمل رئيسا لقسم الأورام في مستشفى جامعة ميونخ لـ20سنة وعاين حوالى 30 ألف مريض سرطان، وتوصل بخبرته الطويلة وتجربته الشخصية إلى أن السرطان وأنواع القرح والخلل الوظيفي في أجهزة الجسم قد تتولد نتيجة صدمة نفسية، فقد كانت الصدمة النفسية هي العامل المشترك بين مرضى السرطان بنسبة 98%، وبإجراء مسح دماغي (C.T) للمرضى لاحظ وجود ما تبدو كنقطة داكنة محاطة بحلقات في مناطق معينة في أدمغتهم ولاحظ تشابه مكان هذه الندبة «بؤرة هامير» في أدمغة الأشخاص الذين عانوا من نفس نوع الصدمة وعانوا من سرطان في ذات الأجزاء من أجسادهم، وقد طور هامير نظرية للعلاج تقوم على معالجة المسبب النفسي للمرض، وقد شخص الأمراض المرتبطة بأنواع الصدمات.
على سبيل المثال اللوكيميا الحادة قد يحفزها تحقير الذات، وأورام وقرح الجهاز الهضمي تتعلق بمشاكل أو أوضاع كما يقال يصعب هضمها أو تقبلها أو التعامل معها، وبالنسبة للمرأة فقد يصاب الثدي الأيسر نتيجة مشاكل تتعلق بالأبناء والعائلة والبيت والأم، بينما قد يصاب الثدي الأيمن نتيجة مشاكل مع الزوج، بينما إصابة أنابيب الثدي ترتبط بمشاكل الفراق عن الزوج أو الأبناء، البنكرياس مشاكل غضب مع العائلة والإرث، الأمراض الجلدية فقد الكرامة أو فراق الأم والعائلة، ونتيجة صدمة تشخيص إصابة الإنسان بالسرطان أو غيره وتولد مخاوف لديه من الموت قد تتطور لديه أورام أخرى كسرطان الرئة.
ومعروف أن البهاق قد ينتج عن صدمة نفسية. د.بروس ليبتون باحث في علم الجينات جامعة ستانفرد برهن أن 5 % فقط من الأمراض يتدخل فيها العامل الوراثي، والـ95% الباقية من الإصابات بالسرطان وغيره ناتجة عن مؤثرات بيئية أهمها (إدراك خلايا الإنسان لمشاعره السلبية) وضرب مثلا بأن حالة التخويف الوهمية التي وضعت الحكومة الأمريكية شعبها فيها منذ أحداث 11سبتمبر أدت لزيادة أرباح شركات الدواء بنسبة 100%، لكن ما تأثير السياسة الأمريكية في العراق وفلسطين والعالم الإسلامي على صحة المسلمين؟!
ومؤخرا توصل طبيبان أمريكيان إلى أن نسبة من المرضى الذين يصابون بأزمات قلبية لا يعانون من مسبب عضوي لها، وإنما أصيبوا بها نتيجة الصدمة والكرب النفسي، وهناك أبحاث لا تحصى عن أمثال تلك التأثيرات فاستعمال العنف المادي أو المعنوي أو كثرة الصراخ على الطفل تؤدي لإعاقة نموه العقلي وضعف نجاحه العلمي والعملي والعائلي، والتوتر المزمن في العمل يؤدي للإصابة بأمراض القلب والشرايين، والنكد العائلي يؤدي لكثرة المرض وبطء الشفاء.
وحسب دراسة (1997) دامت 35 عاماً على مجموعة من طلاب جامعة هارفرد عن العلاقة بين شعور الأبناء بحب الوالدين والإصابة بالأمراض المزمنة في منتصف العمر تبين أن 87% من الأشخاص الذين شعروا بضعف حب الوالدين أو أحدهما أصيبوا بالأمراض المزمنة في منتصف العمر. لكن يمكن معالجة تلك الآثار الصحية السلبية للكرب النفسي بأن لا يكتم الإنسان كربه ويعفو ويحاول إحاطة نفسه ببيئة من العلاقات الداعمة والمحبة، فالوحدة هي العامل الأساسي في وقوع الآثار الصحية السلبية.