عبر كلمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وأشعار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، ووسط أجواء حماسية عنوانها الترقب والتشوق لإطلاق “راعي القصيد” البرنامج الشعري الجماهيري الجديد الذي يهتم بالكلمة النبطية الشعرية الخاصة بأهل الامارات ويدعم المواهب الشعرية الواعدة لجميع شعراء الوطن العربي من كلا الجنسين، أعلن الإعلامي الإماراتي أحمد عبد الله افتتاح أولى حلقات البرنامج الشعري “راعي القصيد” على شاشة قناة سما دبي، مرحباً بالحضور وجمهور شاشة التراث الأولى والموروث الشعبي قائلاً “حفظاً لأرث جدودنا الغالين ومن هذا القبيل/ في منبر الشعر الحقيقي كـل كلمـة من ذهـب/ مضمار للطرح الأصيل، إعزاز قوم ودبك خيـل /نـحيي بحـور أسلافنـا ورمّسـة عـزيزين النسـب/ فـّ راع القصيد الكل يحمل قيمة الوزن الثقـيل/ ببداع فكرٍ من سحاب الجزل والصدق انسكب/ أمـام لـجـنـه لا تكـل ولا تـمـل مـن الـجـزيـل/ تشعـل فتيـل إبـداع عِشـاق الفرايـد والأدب”، مؤكداً أن مضمار راعي القصيد يحضن سباقاً مطلعه أناقة وقافيته إبداع، ساهم في ضبط إيقاعه، شخصيات أغنت الإرث الأدبي الإماراتي بدفء قصائدها، ومتانة أسلوبها، وروحها المعاصرة.
ليستقبل بعدها أعضاء لجنة تحكيم البرنامج الجديد، والتي تضم ثلاثة من أهمّ الشعراء في الامارات العربية المتحدة، وهم سيف السعدي، عوض بن حاسوم الدرمكي، محمد المر بالعبد المهيري، حيث يعتبر الشاعر سيف السعدي من رواد الأدب والصحافة الشعبية في الإمارات، وأحد رموز الشعر في منطقة الخليج العربي، حيث تضوع قصيدته بنفح الحكمة وعبق الأصالة، وقد مارس العمل الإعلامي من خلال الإذاعة والتلفزيون، وأدار تحرير مجلة “جواهر” التي قدمت الكثير من المواهب الشعرية الإبداعية للساحتين المحلية والخليجية، في الوقت الذي يتولى الإشراف الآن على صفحة الشعر الشعبي في صحيفة البيان، فيما يوصف عوض بن حاسوم الدرمكي، بالكاتب والخبير في مجالات الإدارة وقيادة التغيير المؤسسي والتنمية البشرية، كما يعد باحثاً واعلامياً في مجال التاريخ العربي والإسلامي ومن شعراء الإمارات المرموقين، كذلك الحال بالنسبة الشاعر محمد المر بالعبد المهيري، أحد رموز الشعر الشعبي في دولة الامارات، ومن الشعراء المرموقين في الخليج العربي، وصاحب الصولات والجولات و”الطولات” على المستويين المحلي والخارجي، كما شارك في العديد من الاحتفالات والمناسبات الوطنية على مستوى الدولة، واستضافته العديد من منابر الابداع العربي.
وقال الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي، إن الشعر هو روح الكلام التي تنبض بالحياة، مشيراً إلى علاقة الثقافة بالشعر وأن النجاح يعتمد على ثلاثة محاور أساسية هي الرغبة والقدرة والفرصة التي يقدمها البرنامج الجديد على شاشة قناة سما دبي، في الوقت الذي أكد الشاعر سيف السعدي أنه طالما قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات تراهن على شبابها للوصول إلى الفضاء فحق لنا الآن أن نطالب شعرائنا أيضا بالابتكار لا التكرار، مشدداً على أهمية التركيز على الابتكار والتجديد والصورة الشعرية المستفزة للمتلقي، فيما أشار الشاعر محمد المر بالعبد المهيري، إلى أن البرنامج الجديد يخدم المفردة الإماراتية الشعرية والبحور الشعرية التي اشتهرت في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي سيتم التركيز عليها خلال منافسات البرنامج، مثل الونة والطارق والردحة والتغرودة وغيرها من الفنون الشعرية الأصيلة.
وحول آلية المنافسة بين المشتركين في البرنامج الجديد، تم الإعلان عن بقية التفاصيل بعد تأهل 27 مشتركاً من مختلف إمارات الدولة، والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وجمهورية اليمن وجزر القمر، والذين سيتنافسون على امتداد الحلقات الثلاث الأولى، لاختيار 9 مشتركين سيتأهلون إلى المرحلة الثانية من البرنامج، وذلك بعد انتهاء فريق البرنامج من جولات الاختيار وتجارب الأداء في مختلف إمارات الدولة، ومشاركة مئات الشعراء والشاعرات.
في الوقت الذي فتح “راعي القصيد” الباب واسعاً لمشاركات الجمهور ولكل من يجد في نفسه موهبة كتابة الشعر وإلقائه، للإرسال مقطع مصور وتحميله على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة به باستخدام الوسم (#راعي_القصيد)، للترشح وخوض مضمار المنافسة في البرنامج، في الوقت الذي توجه أحمد عبد الله بالشكر إلى لجنة الترشيح والجودة، والتي تضم كل من الشعراء: علي السبعان، جمال الشقصي، عايض الحبابي، على جهودها في هذا الإطار، وإلى أحمد سعيد المنصوري المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة والتلفزيون لحضوره ومتابعته ومشاركته أعضاء لجنة التحكيم والمشتركين، كافة التفاصيل والتحضيرات الخاصة بانطلاق البرنامج الجديد على قناة سما دبي.
ـ منافسة شريفة ـ
وبعد استراحة قصيرة، قدم أول المشتركين خميس بن بليشة الكتبي من الإمارات والذي يعتبر أصغر المشاركين، قصيدته أمام لجنة التحكيم، حيث نال اعجاب جميع أعضاء اللجنة لاختياره المفردة الشعرية بشكل يرضي الذائقة وتميز المفردة الإماراتية، في حين قدم المشترك الثاني حمد بن علي النعماني من سلطنة عمان الشقيقة قصيدته بعنوان “سلالة فكر” بطريقة وصفها الشاعر سيف السعدي بباذخ الصورة الشعرية، بعدها قدم المشترك الثالث عبد الله علي الشامسي من الإمارات قصيدته “سالفة عمر” التي نالت إجماع لجنة التحكيم.
وبعد فاصل قصير تابع جمهور قناة سما دبي، بقية المشتركين في البرنامج الجديد “راعي القصيد”، حيث قدم المشترك الرابع محسن الدفيعة المصعبي من الإمارات، قصيدته التي قيمها الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي بالقافية الصعبة التي استطاع من خلالها أن يبني عليها قصيدة من 12 بيتاً تزخر بالنبض الإنساني والحضور المسرحي، بعدها قدمت المشتركة الخامسة برديس فرسان خليفة من اليمن قصيدتها التي شهدت تفاعلاً إيجابياً من قبل الجمهور وعضو لجنة التحكيم سيف السعدي الذي وصف أبياتها بالمبنية على المعنى الجميل كرسالة شعرية “برديسية” إلى الناس، بعدها قدم المشترك السادس راشد أحمد المنصوري من الإمارات قصيدته الحماسية التي وصفها الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي بالقافية الجميلة والنسج الشعري الجيد.
ومع آخر ثلاثة مشتركين، أطل المشترك السابع محمد بن ملهي المزروعي من الإمارات، مقدماً “تغرودته” التي أشاد بها الشاعر محمد المر بالعبد المهيري، وذلك قبل أن يقدم المشترك الثامن محمد بن صالح القحطاني من المملكة العربية السعودية قصيدته، حيث وصفه عضو لجنة التحكيم عوض بن حاسوم الدرمكي بالشاعر الذي ينطق الإبداع في كل تفاصيل قصيدته، قبل أن يختتم المشترك الأخير في هذه الحلقة هزاع بن سمرة القحطاني من الإمارات منافسات هذه الحلقة وسط اشادة بقصيدته وروح التحدي التي يتمتع بها.
وقبل نهاية الحلقة التي بثت على الهواء مباشرة، اجتمع المشتركون التسعة بانتظار الدرجات والنتائج النهائية، وذلك بعد أن اختارت لجنة التحكيم المواهب التي جمعت بين متانة النص والإبداع في الأداء ليكملوا مشوار الوصول إلى اللقب، حيث تأهل كل من المشتركين الثلاثة: خميس بن بليشة الكتبي، وهزاع بن سمرة القحطاني من الإمارات، ومحمد بن صالح القحطاني من السعودية إلى منافسات المرحلة الثانية من البرنامج الشعري الجديد على قناة سما دبي.
7. لحظة الإعلان عن تأهل المشتركين الثلاثة.