بيان صادر عن تحالف وطني
خلال الأشهر الأخيرة التي سبقت، وتلت تشكيل الحكومة، وما رافقها من صراع طائفي ومذهبي وحزبي على الحصص وكأن الدولة تركة ويجري تقاسمها.
إن شد الحبال بين أفرقاء السلطة قاطبة أوصل لبنان إلى حالة الدولة الفاشلة. فالدستور معطل والمؤسسات همشت وأفرغت من أدوارها بممارسات كل من تعاقبوا على السلطة منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، والمحاصصة والسرقات أصبحت مكشوفة ومعروفة، وبدل أن تشعر بالحياء كل قوى هذه السلطة من شعبها على ما أوصلته إليه، استلت خطاب محاربة الفساد وأصبح كل طرف فيها يحاضر بالعفة ويتهم خصمه بالمحاصصة وسرقة المال العام والفساد. كأنهم ليسوا شركاء في سلطة تم تركيبها بعد الحرب وفق محاصصات طائفية وفئوية دمرت الدولة ومؤسساتها.
كلهم في الجريمة سواء، كلهم تقاسموا الدولة، فهذا استولى على الاقتصاد والآخر على الأمن، فضاعت هيبة الدولة وتجاوزت الديون على الشعب اللبناني ما يزيد على مئة مليار دولار.
كل تلك الأفعال كانت أما بوصايات خارجية أو بتدخلات أجنبية استدرجها أركان السلطة حتى أصبح الوطن مباح ومعرض كل لحظة للعودة لحرب مدمرة يخوفون بها المواطن، إلى أن أصبحت معادلتهم، نحن أو الحرب الأهلية، مستخدمين الخطابات الطائفية للبقاء على رأس السلطة.
إننا في تحالف وطني نعيد التأكيد على ثوابتنا التي انطلقنا منها وخضنا الإنتخابات على أساسها كحالة معارضة في وجه السلطة ونحملكم جميعكم بدون استثناء، ما وصل إليه البلد، فأنتم مدانون ولا براءة لأحد منكم في سرقة المال العام من أول حكومة شكلت منذ إتفاق الطائف حتى هذه الحكومة المستنسخة عن سابقاتها.
ولن تجدي نفعاً كل ألاعيبكم لحرف الأمور عن مسارها، وهجومكم على نائبتنا بولا يعقوبيان التي قدمت ٢٦ مشروع قانون من أصل ٦٥ قدموا إلى المجلس النيابي إلا دليلاً على خوفكم من هذا النهج الذي فضح وسيفضح كل سمسراتكم.
سنبقى إلى جانب نائبتنا نواجه المحارق وسرقة المال العام وكل أنواع الفساد. كل أصوات النشاز لن تمنعنا ولن نستكين في كل مقام وفي كل مقال، عن خوض المواجهة كما تتطلب تلك المواجهة. فنحن صوت (كل اللبنانين) الذين يحلمون ببناء دولة المؤسسات والقانون دولة علمانية لا وجود لمزارع طائفية فيها، نحمل همهم و ندافع عنهم .
كل تلك الأصوات لن تمنعنا من حمل أمانة المعارضة في كل لبنان لبناء وطن سيد حر ومستقل ضحى من أجله كثيرون وعلى رأسهم جيشنا الوطني الذي قدم الشهداء بدون حساب ليبقى لبنان.ولأن مشروعنا هو الدولة فقط ، فإننا نؤكد على أهمية وجود السلاح بيد اجهزتها الأمنية والعسكرية حصراً .
وعد قطعناه وعهد حملناه، فمحاسبتكم واجب علينا، سياسي ووطني، حتى يكون للبنانيين وطناً يفتخرون به.