الوثيقة التي تقرأونها أدناه، خطوة نادرة لا تبادر بها إلا عملاقة وكبيرة بأخلاقِها وخلقِها وفنِّها وإنسانيتِها ونبلِها وكافة ما يشتق من المعجم من مرادفات للجمال الروحي.
نجمة مصر الأولى نبيلة_عبيد تهنئ نجمة الجماهير نادية_الجندي بمناسبة تكريمها عن مسيرتِها الحافلة بالنجاحات، المُكلّلة بالعطاءات، في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.
إقرأ: نبيلة عبيد هكذا رقصت على أغنية نوال الزغبي!
كتبت نبيلة تبارك لمنافستها الشرسة لعقودٍ من الزمن: (أبارك للصديقة الفنانة الكبيرة نادية الجندي تكريمها في مهرجان الاقصر للسينما الافريقية.. حبيبتي بتستاهلي التكريم والتقدير دائمًا على مشوارك السينمائي الطويل والحافل بكل النجاحات.. ألف مبروك).
أما نادية فأبهجها كلام زميلتها لترد: (الله يبارك فيكي بشكرك يا بلبل على مباركتك والبوست وكلامك اللي أسعدني ربنا يخليكي يا رب حبيبتي انتي نجمة كبيرة وكل سنة وانتي طيبة).
إقرأ: نادية الجندي تُكرّم وتسحرنا بجمالها وشبابها – صور
لماذا وصفناها بالخطوة النادرة ونمنحها كلّ هذه الأهمية؟
لأنّنا نتحدّث عن أهم نجمتيْن مرّتا في تاريخ السينما المصرية، بالاعتماد على مؤشر الإيرادات.
نجمتان اخترقتا صفوف الممثلين الرجال، ونجحتا للمرة الأولى بقلب المعادلة السينمائية بالكامل، لتصبح المرأة الأولى والرجل جانبها أو خلفها.
لأكثر من خمسة وعشرين سنة من المنافسة الضارية، كلاهما حققتا نجاحات ساحقة عبر أفلامٍ اكتظ حول أماكن عرضها ملايين المصريين، وخارج مصر الملايين أيضًا في منازلهم أمام شاشاتهم تسمّروا ليتابعوا إبداعهما.
نادية ونبيلة بأرشيفهما الغزير بالإنجازات، حطّمتا كلّ القيود، وتصدرّتا الأرقام، وجلستا على العرش الأولى لأهم ميدان سينمائي في الشرق العربي كلّه.
بعدهما غابت النجمة الأولى للسينما، فعاد الرجال مهيمنين، يتسابقون على الصدارة الرقميّة، فيما حلّت المرأة ثانيةً، المُساندة التي تكتمل بوجودها، قصص حبّهم وانتقاماتهم وصراعاتهم.
أي أنهما حصدتا المجد الاستثنائي الأنثوي عن السينما العربيّة.
أعلى درجات التفوّق، الأكثر تحقيقًا للإحصائيات القياسيّة.
هكذا تتعاملان سويًا، تهنئ نبيلة زميلتها على التكريم بحبٍّ، ترد نادية بلطفٍ شديد.
احترام متبادل، وثقة ألا منهما تستطيع احتلال مكانة الأخرى في قلوب الجماهير.
سلوكان رفيعان يمتازان بالرقيّ على كافة المنحنيات الأخلاقيّة والإنسانيّة، يصدران من شخصيتيْن فريدتيْن لأعظم نجمتيْن على مدى العصور.
فلتتعلّم نجمات اليوم منهما، عوضًا عن خوض استراتيجيات الاعتداءات، وحمل الضغائن، وممارسة الحروب السريّة الخفيّة.
الساحة تسع أحلام الجميع..
نادية لم تقف عائقًا بوجه نبيلة، ولا نجاح نبيلة خَفّض من أسهم نادية.
لذا ندعو مشهورات اليوم من غير الواثقات:
تعلّمن أصول وأخلاقيات النجاح من سيدتيّه، وأمامهما كلّ ما يُقال يبقى قليلًا..
عبدالله بعلبكي – بيروت