رداً على مقالة الزميل مارون شاكر التي أوافقه على معظمها ولكن.. المقالة على الرابط أدناه.
السوري يكره اللبناني واللبناني لا يسأل ورابعة الزيات تسأل
ثقافة الفرح، أكثر ما نحتاج إليه في زمن الوجع المُبرح، في سوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن.
لبنان كان ولا يزال الضحية الأولى. خربوه وفيه حاربوا، وعلى أرضه تقاتلوا وتآمروا ومارسوا طغيانهم ولا يزالون.
هنا نموت على الحدود في جنوب لبنان، لنحفظ كرامات العرب من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق.
وهنا يقاوم كل منا بما لديه، الآن بالصبر والفرح، وقبل الآن، كانت تفجر البطلة نفسها بالصهاينة، وكنا نواجه بصدورنا العارية دباباتهم، والبوارج العسكرية الأميركية، وننتصر لبيروت أول مدينة عربية احتلها العدو الصهيوني.
العربُ يقتلوننا ليجربوا أشكال الموت فينا، ونحن نقاوم ونصنع الفرح ونعمر الحيطان ونتعلم ونحصد ونعمل ونفلح الأرض ونحلُم، وحين تنكسر كل إمكانات الحلم فنهاجر، أي نتشرد، ونصنع الفرح في بلاد الله الواسعة، ولا ندعي أننا إضافة لهم، بل نشكرهم وندين لأي بلد استقبلنا.
يتآمرون علينا فيسحقوننا تحت جزماتهم، ويعقدون الإجتماعات “القُممية” سرًا وعلناً، ويقررون تحويلنا إلى أشلاء بمؤامراتهم القذرة، كما فعلوا في العام 1977 حين دخلوا علينا بدباباتهم عقب مؤامرة علنية وتحت مسمى قوات الردع العربية.
اللبنانيون يعيشون منذ العام 1975 كل ألوان الموت، بل يعيشون تحت رحمة الأنذال من الأمم منذ الإستقلال، الأمم المحتلة التي وضعت لنا عرفاً خازوقاً، أقوى من القانون وهو ما يطبقة مجرمو الحرب (عرف 6 مكرر 6).
أن تقاوم الموت والذل، فعليك أن تتسلح أولا بثقافة الفرح.. أن تتعلم كيف تشبع برغيف خبز يابس، وتتعلم في مدرسة فقيرة، وأن تستعير الكتاب وأن ترقص لا تلطم.
ثقافة الفرح لا تُستورد بل تُصنع.. وأهم من يصنعها الآن في سوريا الجريحة، أولئك الذين يفهمون أن الندب زينة المقابر، والرقص في الساحات إكليل غار لمشاريع حياة لا موت..
الشعوب العظيمة تناضل ضد الموت.. والشعوب الدينية تموت معتقدة أنها ذاهبة لتحيا!
لا للموت.. نعم للحياة.. لا لثقافة الموت.. نعم لثقافة الحب والعيش الكريم.. نعم لأي برنامج تلفزيوني أو يوتيوبي أو مسرحي أو حتى زقاقي يستنهض فينا الابتسامة والرغبة بالغناء والرقص والآه السعيدة.
وهذا ما تفعله رابعة التي تبث فينا فرحاً من خلال برنامجها عبر قناة (لنا) السورية، وبذلك تكون قد حققت أفضل النتائج وحصدت أجمل الجوائز، ورابعة تقبض أجرها المحترم، ويتابعها حوالي 20 مليون مشاهد ولا أعرف لم كل هذه الحملة ضدها، لأنها لا تقدم برنامجها على شاشة خليجية، أو لأنها لا تطل وتنافق وتتفلسف في السياسة؟!
ولماذا كل المسخرة التي تطالب السوري بتقديم برامج عن حاجات السوري، بدل المنوعات، وكأن السوري ليس من لحم ودم، ولا يحتاج أولاً للفرح واللهو والرقص والطقش والفقش بعد عتمات السكون، التي تشبه جهنم ولأكثر من ثماني سنوات متواصلة.
بعض المنتفعين من الشاشات الخليجية والذين يعانون من عقدة (الخليج)، حرّضت بعض مدعي كتابة النص، لتنظيم حملة رخيصة مثلهم، فيعيرون رابعة بمحطة سورية!
تابعتُ المحطة (لنا) ووجدتها جيدة طالما أنها لا تزال في مرحلة البث التجريبي، وطالما أن الخبرات السورية في التلفزيون، وفي الإعلام كله، في سوريا، خبرات جديدة وغير عريقة، تماماً مثل الخبرات الخليجية و”ما حدا أحسن من حدا”.
السوري بحاجة لأن يفرح بدل أن يلطم..
الفرح يعلّم الصبر..
واللهو ينسينا “جرة الغاز” والرقص فوق الأوجاع يشبه المورفين..
على الجميع أن يفهم أن السوري لا يحتاج شيئاً كما يحتاج تسلية وعبثاً ونوادٍ ليلية وبرامج تسلية وموسيقى وغناء.