نشر النجم التركي جان_يامان صورةً جمعته بوالدته، ظهرا قريبيْن من بعضهما من داخل منزلهما.
قال إنه متعلق جدًا بها ويحبّها كثيرًا وتمنّى لها الصحة الدائمة.
هذا الظهور الأول لوالدته البعيدة عن (السوشيال ميديا) تمامًا والتي حسب ملامحها، تبدو تنحدر من مناطق ريفية تركية، لا تهوى الأضواء عكس ابنها المهووس بها.
إقرأ: جان يامان يستعرض في طائرة خاصة – صورة
الصورة أدناه حصدت أعلى نسبة من التفاعل في تركيا.
لاحظنا قوة علاقة جان بأمه، ومدى متانتها.
يقول المحلّل النفسي إيلي غزال لموقع (الجيش_اللبناني) الرسمي إنّ عدّة عوامل إجتماعيّة تساهم بتمسّك الشاب بوالدته، لافتًا إلى أن هذا الارتباط نجده في المجتمعات الشرقية أكثر منه في المجتمعات الغربيّة، والسبب أن العائلة الغربيّة تسعى إلى تنمية «جناحي» الولد بمعنى أنها تربّيه على فكرة مغادرة المنزل عند بلوغه سن الرشد وبالتالي الاستقلال عن الأهل. في المقابل، تحرص العائلة الشرقيّة على «قص جناحي الولد» لأنها تتوقّع منه التشبّث بجذوره والتمسّك بأقربائه وعائلته وأهله. من هنا نلاحظ أن الشاب الشرقي متجذّر في عائلته ويجد صعوبة في الإنفصال عنها.
يسعى بعض الأهل إلى التمسّك بإبنهم الشاب نتيجة شعورهم بعدم الأمان، وذلك لغياب الضمانات الصحيّة والإجتماعيّة بعد سن التقاعد، ما يجعل الولد الضمان الوحيد لأهله.
يتابع السيد غزال: (تعلّق الشاب بأمّه بشكل خاص، مردّه إلى أسباب نفسية وعاطفيّة مرتبطة بالأم. على الرغم من التطوّر الإجتماعي في المجتمعات الشرقيّة، فإن المرأة في بعض المواقع، ما زالت تنظر إلى نفسها كعنصر ضعيف تابع للرجل. فهي إما إبنة فلان أو أخت فلان أو زوجة فلان، إلخ.. وهذا ما يجعلها بحاجة دائمة إلى سند ذكوري، يتمثّل عادة بالزوج. فإذا كان الأخير لا يلبّي هذه الحاجة لأسباب مختلفة، منها السفر، أو الوفاة، أو إذا كان ضعيف الشخصيّة أو متسلّطًا أو أنانيًّا، فإن المرأة تجد في ابنها البديل العاطفي عندما تعجز عن الإستثمار عاطفيًّا في زوجها.
يضيف: (هذه الحالة لا تنطبق على جميع النساء اللواتي يعانين غياب الزوج أو الحرمان العاطفي، وإنما فقط على الضعيفات منهن. فالمرأة الواثقة من نفسها، المتصالحة مع ذاتها، لا تحتاج إلى سند خارجي ليعوّض لها إحباطها مع زوجها أو يلبّي حاجاتها النفسية أو الماديّة ويمنحها الشعور بالأمان، لأنها قادرة على الإكتفاء من خلال قوّتها الذاتيّة).
(يزداد تعلّق الصبي بأمّه بدءً من عمر الثلاث سنوات تقريبًا وحتى حوالى السادسة من العمر. هذه العلاقة طبيعية جدًا، لا بل أنها ضروريّة للنمو العاطفي والإجتماعي له، لكنّ من شروط الصحّة النفسيّة للولد أن تنتهي مرحلة الأوديبيّة في السن المحدّدة لها. فالصبي يجب أن ينفصل عن أمّه، ما يمكن أن يحدث بصورة طبيعيّة وتدريجيّة عندما يلاحظ الانسجام العاطفي أو التوافق الزوجي بين والديه. وقد يكون الإنفصال أكثر صعوبة في ظل غياب الأب، ولكنّه ليس مستحيلًا شرط أن تقتنع الأم أن ابنها ليس موضوع استثمار لها وإنمّا تعده ابن الحياة التي يجب أن ينطلق إليها باستقلالية تامّة. تقع المشكلة عندما ترفض الأم التخلّي عن ابنها لأحد الأسباب التي ذكرتها سابقًا، فتحول دون استقلالها عنه، وتجهد من خلال إغراقه بالعاطفة والإفراط في رعايته والعناية به، على استمرار العلاقة الحبيّة بينه وبينها، ما يبقيه في حالة من التبعية الطفليّة على الصعيد العاطفي، حتى ولو تقدّم في مراحل النضج الاجتماعي)، يسرد غزال.