استنكرت “جمعية الصحافيين الفرنكوفونيين” في بيان، “الفاجعة التي حصدت الأرواح والممتلكات في بيروت وأصابت اللبنانيين في الصميم بفعل الإنفجارين المدمرين في مرفأ عاصمتنا المنكوبة”. واعلنت التزامها الدائم ب”العمل من أجل لبنان الكيان، وطن الفكر والإبداع”. واكدت وقوفها في “الصفوف الأمامية دفاعا عن الحريات العامة وفي مقدمها حرية التعبير والحفاظ على العمل الصحافي المهني والأخلاقي”.
وإذ نبهت من “أي استغلالٍ سلطوي للظرف الأليم الذي يرزح تحته لبنان بهدف الإطباق على الحريات العامة والنيل من حرية التعبير والإساءة إلى الدور المهني والأخلاقي للعمل الصحافي”، دعت “المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها إلى التزام قواعد المهنة وأصولها ومبادىء الأخلاق الإعلامية خلال تغطية هذه المحنة الأليمة والتعاطي مع مستجداتها، فلا تتحول المنصات الإعلامية إلى منابر لتصفية الحسابات الشخصية بما لا يمت إلى مهنة الصحافة وأخلاقها بأي صلة”.
اضافت: “ان اللبنانيين متألمون وثائرون بسبب المآسي التي ألمت بهم جراء الفساد المستشري منذ عقود، والإنفجار-المجزرة الذي أودى بالبشر والحجر في العاصمة بيروت، يلاحقون من قبل جهات أمنية لإبدائهم آراء مناهضة لأهل السلطة وانتقادات لسوء أداء الإدارات العامة والقيمين عليها”.
وتابعت: “ولأن الإعلام اللبناني يقف في خطوط المواجهة الأمامية، فقد نال حصته، كما في كل أزمة تصيب لبنان، من التدمير والأذى. لقد طال إنفجار الرابع من آب مؤسسات صحافية عريقة ووسائل إعلامية مكتوبة ومرئية ومسموعة وإلكترونية، فيما مؤسسات أخرى مهددة بالحرق والإقفال لمعارضتها أداء السلطة. كما تعرض العديد من الصحافيين لإصابات جسدية أثناء أدائهم لمهامهم المهنية، وآخرون باتوا عرضة لتهديداتٍ بالضرب والقمع، إن لم يكن بالقتل، جراء الأجواء المتشنجة السائدة في لبنان بفعل الإنقسامات الحزبية والتجاذبات السياسية”.
وختمت الجمعية:” إيمانا منا بأن بقاء لبنان من بقاء إعلامه الحر والمهني والأخلاقي، نناشد المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، كما المنظمات الصحافية والإعلامية في العالم، مساندة الشعب اللبناني من خلال دعم الصحافيين اللبنانيين ماديا ومعنويا. إنه نداء إستغاثة عاجل وملح تطلقه جمعية الصحافيين الفرنكوفونيين إلى مسامع العالم في مواجهة محاولات قمع الفكر الحر والقضاء على الإعلام اللبناني المهني والأخلاقي الذي يعاني، ومنذ عقود، أزمة وجودية عميقة تكاد اليوم تودي، بشكل نهائي، بآخر معاقله وبالمتمسكين ببقائه وبالعاملين على استمراره”.