الست جميلة امرأة من لبنان.. لبناننا الذي حوّلوه من سويسرا الشرق إلى مزبلة يتقاتل فيها العبيد. تمكنت الطبقة السياسية المتوارثة الفاسدة من أن تجعل من لبنان أبشع بلد في الكون. حرمونا من كل حقوقنا، ويأمروننا بجزماتهم أن ندفع لهم دمائنا وكراماتنا جزية لفخاماتهم.

وحدها الست جميلة تحدّثت بلسان كل اللبنانيين دون أن برف لها جفن، ومن منبر قناة (المنار) قناة حزب الله، أطلقت صرخة مدوية في وجه مافيا السلطة اللبنانية.. بصوت محروق مثل أصواتنا الصامتة صرخت: بعتذر منكم ان تكلّمنا.. ولكن وصلت الحكاية إلى ذروتها.. يقولون أن لا مافيات في لبنان.. لبنان كله مافيات.. المستشفيات مافيات..الكهرباء مافيات يأتون إلينا لأخذ المستحقات العالية ونحن لا نصرف الكهرباء كثيراً.. كل السوبرماركات مافيات..”

وتابعت المواطنة اللبنانية جميلة: هذا البلد يا أستاذ عماد بلد الكرامات المنهوبة.. لو نملك نقطة دماء لكنا وضعنا الكاز عليهم “خليهن يموتوا كلهم” هؤلاء حرامية هم الذين يقتلوننا. أنا معي بالقلب وإن مت حالياً فذلك بسببهم، الله لا يوفقهم انشالله يقبروا ولادهم..”

قد تبدو الكلمات عادية لكن اسمعوها كي تفهموا أن الكلام ليس مهماً لأن جميلة كانت تنازع روحها على الهواء.

https://www.facebook.com/tinojammal/posts/1784460428230837

صوت جميلة هو صوت كل لبناني، والفرق بيننا وبينها بأنها صرخت بوجه كل الزعماء في لبنان ولم تستثنِ أحداً وضعتهم كلهم في خانة واحدة، وهي المافيا السياسية المتحكمة ببلدنا منذ عقود، والتي قد تستمر إن لم نصرخ مثل جميلة.

صوت جميلة، فضيحة كبرى لكل اللبنانيين الذين لا يزالون يتبعون هذا الزعيم أو ذاك، ويهتفون بإسمه.. يرفضون تغيير الطبقة الحاكمة لأنهم عبيد، ولا يعرفون، ما قاله الفيلسوف اللبناني كمال جنبلاط إن الحياة انتصارٌ للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء..

يا ليت لدينا أصوات شعبية كما صوت جميلة، التي لا نعرف عنها إلا بحّة صوتها الممزوجة بالقهر.

هل يوقظنا صوت جميلة من غيبوبتنا ويحاسبنا على قلة شرفنا.

نور عساف – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار