وأضاف غسان عليان، (48 عامًا)، وهو من مدينة شفاعمرو بالجليل الغربيّ، وقائد ما تُسّمى بالإدارة المدنية في جيش الإحتلال الإسرائيليّ في لقاءٍ مطوّلٍ مع موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أنني “كنت قائدًا للواء غولاني خلال عملية الجرف الصامد في 2014، وخضنا عمليات القتال في منطقة الشجاعية، وكدت أنْ أقتل بصاروخ، وتم نقلي للمستشفى في حالة حرجة”.
وكشف الجنرال عليان، وهو ابن الطائفة الدرزيّة في إسرائيل، كشف النقاب أن “واقع القتال في غزة أنتج أحداثا معقدة، خاصة هجوم قوات الجيش على حي الشجاعية، وما تخلله من اختطاف الجندي أورون شاؤول، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه “تعرضنا لهجوم من قبل قوة مسلحة خاصة من حماس باستخدام قذائف آر بي جي، أمتار قليلة فقط فصلت بيننا وبين مقاتلي حماس، قاتلنا في بيارات الزيتون التي لم نتدرب عليها”.
وأكّد أنه “في مثل هذه الأيام من تموز (يوليو) 2014، تمر ست سنوات منذ بداية المناورة البرية للواء غولاني باتجاه منطقة الشجاعية، حيث تعمل إحدى أقوى الكتائب في الجناح العسكري لحركة حماس، لكنني في ليلة الدخول البري عند الحادية عشرة مساء، خططت لخوض معركة اللواء، وبقيت حتى الخامسة صباحًا، ولكن في منتصف الليل، اتخذت قرارًا بأنْ أذهب حتى النهاية، لقد كان الجميع في حالة صدمة بعد عدد من الحوادث، وما تخللها من إصابات خطيرة للغاية في صفوف أرتال الدبابات”.
وأشار إلى أنّه “في ذروة الهجوم تم إطلاق صاروخ آر بي جي على المبنى الذي وجدت فيه بالشجاعية، ومر الصاروخ بين مجموعة من ضباط لواء غولاني، حيث طرنا من الانفجار، واحترق وجهي بالشظايا، وكان من الصعب رؤيته من كثرة الدم، وتم تحديد إصابتي بالخطيرة، ونقلت لمستشفى سوروكا في بئر السبع وسط قلق بالغ على حياتي، لكن ساعات قليلة مرت، إلى أنْ دحض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شائعات مقتلي”.
وأوضح أنني “في المستشفى كنت أسمع عن وصول جنود جرحى يأتون في طائرات هليكوبتر قادمين من غزة، مع سقوط قتلى، ممن تم استهدافهم بالعبوات الناسفة التي زرعتها حماس على طول الحدود مع غزة، صحيح أنه تم إعدادنا للعثور على خمسة أنفاق، وحددنا موقعها، لكن الثمن كان صعبًا، لأنه استغرق منا كثيرا من الوقت، هذه أنفاق ضخمة”.
وأضاف: “اكتسبت خبرة كبيرة قبل حرب غزة، سواء في اشتباكات حزب الله في جنوب لبنان، ثم عملية السور الواقي ضد الفلسطينيين، وحرب لبنان الثانية، وعملية الرصاص المصبوب في غزة، مما يجعل من التطورات الأمنية في الأراضي الفلسطينية تتطلب خبرة قتالية واسعة”.
وخلص إلى القول إنّ “رسالة قيادة الجيش في هذه المرحلة تبدو بسيطة، وتتلخص في سدّ الفجوة، والتدرب في المنطقة الأقرب للواقع، وشرح القتال في الأماكن الشاهقة، والتدرب على المواجهة في الطوابق العليا، والقدرة على تحمل الوزن وأداء مسارات قصيرة، والقتال من الباب إلى الباب”.
وكان الجنرال عليان قد قال في مقابلةٍ مع القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ إنّ السؤال ليس هل ستندلع حرب لبنان الثالث، وتابع الجنرال الدرزي قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ: حرب لبنان هي أيضًا مسألة وقت، أكّد.
وأشار التلفزيون إلى أنّه حتى بعد إصابته، رفض القول بشكلٍ قاطعٍ إنّ إدخال مركبة المشاة إلى حيّ الشجاعية في غزّة كان أمرًا خاطئًا، وبرر ذلك قائلًا: القائد يضع أمامه كلّ الاعتبارات، خصوصًا التشغيلية، وكان علينا أنْ نختار كيف يجب أنْ نرد على قذائف الهاون، على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً فهمت العدوّ وأمام مَنْ نحن نتعامل، نظرية قتاله التكتيكي، الأمور التي يتعلمها ويطورها، ويفصل بالقول: هذا أحد الأمور الذي دفع القيادة للقيام بتغيرٍ كبير جدًا.
وقال أيضًا إنّ التدريبات الأخيرة التي نفذّها الجيش الإسرائيليّ جاءت تمهيدًا لمواجهة العدو الشماليّ (حزب الله)، و”قد بذلنا جهدنا لنتدرب على مواجهة العدوّ ومعرفة كيف يعمل والتعرف إلى مناطقه وانتشاره واستعداداته. ونحن مستعدون لأي سيناريو”، على حدّ تعبيره.