بداية الشهر الحالي، أعلن المخرج المصري خالد_يوسف، عن وفاة شقيقه صلاح يوسف بعد إصابته بفيروس كورونا.
المخرج الكبير نعا شقيقه بكلمات مؤثرة، ومقال مطول نشره عبر صفحته، وجاء فيه:
(منذ فقدتك ياأخي ولم تسمح لي الظروف أن أختلي بنفسي ولكن وأنا الآن أنظر من نافذة الطائرة مغادرا القاهرة المنورة بأهلها في كل الظروف وجدت نفسي تنتابني حالة من الشجن ودون قرار أخرجت هاتفي مدفوعا أن أكتب لك وأفضفض معك كعادتنا عما حدث من يوم أن غادرتنا وماأكثر ما قيل عن مهابة وجلال مشهد وداعك وماأكثر ماروج البعض عن السجن الذي ينتظرني عند عودتي لوداعك أو ماقاله البعض الآخر عن الصفقة التي عقدتها مع النظام او ..او).
اقرأ: خالد يوسف يعود إلى مصر
(سأبدأ من لحظة أن تلقيت خبر رحيلك وأنا في بلاد الغربة عندها شعرت بالشلل يتسلل لأوصالي ثم في سائر جسدي إلا عقلي الذي تدافعت فيه صور ذكريات طفولتنا وصبانا اكثر من ذكرياتنا الحديثة، ما أقسي علي النفس أن تكون بعيدا عندما يأتيك خبرا كهذا ..تمالكت نفسي وقررت العودة فورا ويالها من مرارة أن تكون عودتك لوطنك من أجل وداع أغلي الأحبة وليس من أجل لقاءهم ..قدري ألا اعود فرحا كالأطفال إلي حضن أمهم .. بل أعود حزينا من أجل وداع جزء من روحي بعد أن فقدت جزء أخر من روحي بفعل الغربة).
(عودتي بسبب رحيلك قد بددت بعض ملامح الإشتياق لأرض الوطن بعد غياب لأكثر من عامين وبخرت معها بعض من روائح الشوق لمعانقة الأهل والأحبة والرفقاء فاإختلطت بداخلي الأحاسيس وإرتبكت المشاعر مابين الحزن وما بين الشوق مابين غصة تعصر القلب وحنين دفين قد بهتت شعلته في الضلوع بدلا من أن تتأجج ..وزاد من إرتباك مشاعري أن طريق هذه العودة ملبدا بالغيوم وغير مأمون العواقب كما وصفه أكثر من ناصح بعدم العودة كوني المعارض المتصادم مع سياسات الدولة ولديها متخصصين في تلفيق القضايا للمعارضين ونصحوني بألا أعتمد كثيرا علي ما قيل منذ عدة أسابيع عن ترحيب الدولة وإعلامها بعودتي وقالوا أنت ذاهب لغياهب لا تعرف أين وكيف ستنتهي بك).
(شعرت أن روحي وليست الطائرة وسط غيم عميق لا أعرف كيف سيكون الخروج منه ولأي مألات وصلت مطار القاهره وفوجئت بمؤسسات الدولة حاضرة ومرحبة ومؤكدة لي ماأعلن عنه منذ اسابيع قليلة انني لم أكن في يوم متهما في قضية وأن كل مااشيع كان كلاما مرسلا عبر وسائل إعلامية وغير مستندة لتصريحات من جهات رسمية ووجدت نفسي خارج المطار بعد دقائق معدودة وللأمانة أدخل هذا الإستقبال نسمة إرتياح علي قلبي الحزين وعندما جاءتني التعازي من رجالات الدولة تبددت كل هواجس اصدقائي بل إنقشع قليلا الغيم المسيطر علي روحي بفعل مخاوف إبني).
(وقدرت لمؤسسات الدولة أن تقوم بالترحيب بعودتي وهم يعرفوني جيدا ويعلمون إنني لا أنتوي التأييد لسياسيات عارضتها وحسبت هذا الترحيب في أول الأمر تقديرا للظرف الانساني الذي أمر به لولا أن التعزيات التي جاءتني في الأيام التالية كانت مصحوبة بالترحيب بي معارضا وعدم توقعهم اني سأغير مواقفي أو ثوابتي وأعربوا أن الدولة مرحبة أن أقول رأيي بمنتهي الحرية ودون دفع اثمان ..تمنيت من كل قلبي ان يكون ذلك نهجا جديد تتبناه أجهزة الدولة وتفتح المجال العام أمام جميع اصوات المعارضة المخنوقة سجنا أو ترهيبا، ما أن خرجت من المطار حتي إنطلقت مسرعا لحمل جثمانك ياأخي من المستشفي إلي مثواك الاخير ولم أستطع إلا أن أقبل جبينك من وراء ستار كفنك وإنطلقت سيارة حمل الموتي وظللت أراقبها علك تحنو وتطل برأسك منها وبالطبع لم يحدث).
اقرأ: توقعات مجد غانم العامة للعام 2021 – فيديو
اقرأ: نضال الأحمدية تكشف أسرارًا عن هيفاء وهبي وابنتها – فيديو
(أتمني يااخي وانا عائد المرة القادمة لمصر لازورك أن أنظر من نافذة الطائرة لأطل علي القاهرة لأجد أن الاخطار التي تهدد الوطن في ماء نيله قد زالت وبتنا مطمئنين علي أصل وجودنا..وان نكون قد حققنا نصرا حاسما علي الارهاب اتمني عندما اعود لأجد أهلنا الطيبين وهم ينعمون بالحياة الكريمة التي يستحقوها وبالعدالة التي تمنوها وبالحرية التي دفعوا أثمناها، اتمني عندما أعود أن أغوص في أحضان المفرج عنهم في السجون الذين لم يرتكبوا إلا جريمة حب الوطن والحلم به وطنا قويا قادرا علي استيعاب الجميع ترفرف عليه رايات العدالة والحرية أتمني ان ألتقي علي أرض المحروسة بأحبابي الذين ضاق بهم الوطن فهجروه، ادعوا الله يااخي ان تصلك كلماتي حيث تحلق روحك في الفردوس الاعلي مع النبيين والصديقين والشهداء ومعك روح شقيقنا الاكبر وأبي وأمي وكل أخواتي وأهلي وكل الصالحين الراحلين).