تشهد عدة دول في العالم ارتفاعا في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، فما الذي سيحدث لكورونا خلال الصيف؟ وهل سنكون أمام صيف كوفيد-19 غير مسبوق؟ وهل يمكن أن يؤدي تزايد الأعداد إلى تشديد الإجراءات من جديد؟
وتشير الاختصاصية، في حديث لراديو “سبوتنيك”، إلى أن انتشار عدوى كورونا يستمر في الصين، وبالتالي سيؤدي إلى ظهور متغير جديد.
وتقول “أعتقد أنه خلال هذا الصيف ستظهر طفرة جديدة في كورونا، وهذا أمر لا مفر منه. لأنه في بلد شرقي مثل الصين، حيث ينتشر كوفيد-19 بنشاط ستظهر سلالة جديدة”.
ووفقا لسوسيدوفا، ينتقل فيروس كورونا من الشرق إلى الغرب عادة. لذلك فإن “الطفرة الجديدة ستظهر في بلد شرقي وتنتقل إلى روسيا في الخريف المقبل، مما قد يؤدي إلى زيادة الإصابات بمرض كوفيد-19”.
وتقول، “ستصل إلى روسيا بين سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المقبلين، بالتزامن مع التهابات الجهاز التنفسي الأخرى. لذلك، نتوقع زيادة في إصابات كوفيد-19” في روسيا الخريف المقبل.
وتضيف أنه بالطبع انخفض انتشار المتغيرات السابقة لفيروس كورونا بصورة ملحوظة نتيجة حملات التطعيم وتعافي الكثيرين من المرض، أي أن هناك مناعة جماعية قد نشأت. ولكن هذه المناعة ليست ضد الطفرات الجديدة، لذلك لا أحد يعلم كيف ستكون الطفرة الجديدة.
وقد تكون أحدث المتغيرات الفرعية من أوميكرون قد تطورت لاستهداف الرئة، مما أثار مخاوف من أن الموجة التالية من كوفيد-19 قد تبدأ.
وأظهرت البيانات الحديثة الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) البريطانيةأن حالات دخول المستشفيات لمرضى كوفيد-19 في إنجلترا بدأت في النمو مرة أخرى.
وتقوم منظمة الصحة العالمية بالتحقيق في اثنين من متغيرات أوميكرون الفرعية منذ أبريل/نيسان الماضي لتقييم إذا ما كانت أكثر عدوى أو خطورة من سابقتها. وقد تمت إضافة كل من “بي إيه 4″ (BA.4) و”بي إيه 5” (BA.5) إلى قائمة المراقبة للمنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، أصيب حوالي 1.4 مليون شخص في المملكة المتحدة بفيروس كورونا في الأسبوع المنتهي في 11 يونيو/حزيران، ارتفاعا من حوالي 990 ألفا في الأسبوع السابق.
ووفقا للبيانات الأولية من الباحث كاي ساتو بجامعة طوكيو وزملائه التي نقلتها صحيفة إندبندنت، ربما تكون سلالات “بي إيه 4″ و”بي إيه 5″ و”بي إيه 21” (21 BA.2.12.1) قد تطورت لإعادة تغذية عدوى خلايا الرئة، بدلا من أنسجة الجهاز التنفسي العلوي، مما يجعلها أكثر تشابها مع المتغيرات السابقة، مثل ألفا أو دلتا.
قد يكون ميل سلالات أوميكرون لسابقة لتفضيل إصابة الأنسجة غير الرئوية أحد الأسباب التي تجعل العدوى تميل إلى أن تكون أكثر اعتدالا لدى معظم الناس.
وقال ساتو: “إجمالا، تشير تحقيقاتنا إلى أن مخاطر متغيرات أوميكرون، خاصة بي إيه 4 و بي إيه 5، على الصحة العالمية قد تكون أكبر من مخاطر بي إيه 2 الأصلية”.
وتشير تجارب البروفيسور ساتو إلى أن “بي إيه 4″ و”بي إيه 5″ و”بي إيه 21” تتكاثر بشكل أكثر كفاءة في خلايا الرئة البشرية مقارنة بـ”بي إيه 2″، بينما تشير التجارب الإضافية على فئران التجارب إلى أن “بي إيه 4″ و”بي إيه 5” قد تسببان مرضا أكثر خطورة
في فرنسا مثلا، قال الدكتور بنجامين دافيدو، اختصاصي الأمراض المعدية في مستشفى ريموند بوانكاريه، “الوباء يتسارع مرة أخرى، على الرغم من الطقس الحار”.
وقال دافيدو، للإذاعة الفرنسية، إن “المتغيرات الفرعية الجديدة من بي إيه 4 وبي إيه 5 هي أكثر عدوى بنسبة 10% إلى 15% وهذا ما يعطي الفيروس دفعة إضافية”، مضيفا أن الوضع على المدى المتوسط قد يصبح “شديدا للغاية”، وصعبا “في مستشفيات البلاد”.
وقال الخبير الصحي، الدكتور داميان ماسكريت، لتلفزيون فرانس 2 إن المتغيرات “بي إيه 4″ و”بي إيه 5” أدت إلى وفيات زائدة كبيرة في البرتغال، مضيفا أن دخول المستشفيات في فرنسا ارتفع بنسبة 27%، وزاد القبول في العناية المركزة بنسبة 17% في أسبوع.
هل تزايد إصابات كورونا قد يؤدي إلى تشديد الإجراءات من جديد؟
هذا يعتمد على الدولة ونسب التلقيح ومدى قدرة نظامها الصحي على استيعاب الحالات الكثيرة. لكن من ناحية نظرية، إن حدوث انفجار في إصابات كورونا مما يهدد بانهيار النظام الصحي في بلد معين، قد يضطر المسؤولين فيه إلى إعادة فرض إجراءات كورونا التي كانت مطبقة في السابق.
المصدر: الجزيرة