عاد الزعيم عادل إمام إلى المشاهدين عبر الشاشة الصغيرة، ويقدّم في هذا الموسم الرمضاني مسلسلًا كوميديًا تحت عنوان (فالنتينو) يخرجه ابنه رامي إمام.
العمل خفيف غير معقد، تمر به العديد من المشاهد المضحكة، أما الإخراج فبدا جيدًا وأثبت مهارات ابن الزعيم الذي حاول التركيز على ملامح الممثلين عبر اعتماده على لقطات (Close Up).
عادل صاحب إحدى أكبر المدارس في مصر، تُدعى (فالنتيو) على اسمه، أما زوجته القديرة دلال عبد العزيز فتديرها بشكل صارمٍ وحازمٍ وتخضع الجميع لنفوذها.
دلال الراقية والهادئة بطباعها، تتقمص شخصية جدية وقاسية لا تعرف المزاح، لكنها أيضًا تضحكنا عبر عفويتها وكيفية سيطرتها على كل من حولها بينهم الزعيم الذي يخافها.
الممثلة المصرية تطلّ دون مساحيق بنصف مشاهدها وبالنصف الآخر تضع القليل، تخلت عن أنوثتها، لا تظهر شعرها لأنها تضع القبعة، ملابسها عادية جدًا، لا ترتدي الفساتين ولا تضع المجوهرات.
دلال من الفنانات المصريات الكبيرات اللواتي لم يلجأن للتجميل، ولم يدخلن مراكزه، ورغم أنها أصبحت بسن الستين الآن، إلا أنها لم تفكر يومًا بإجراء أي تعديل على وجهها.
لذا بدت الممثلة القديرة زوجة الكبير سمير غانم، بكامل عفويتها وجمالها لتذكرنا بنجمات هوليوود الكبار اللاتي يتفاخرن بتجاعيدهنّ وبما يرسمه الزمن على ملامحهنّ.
دلال تثق بشكلها، جميلة الروح، ومحترفة بمهنتها، لذا تقمصت الشخصية كما كُتبت ولم يعنِها ماذا سيقول بعض التافهين الذين ينشغلون بالقشور عن عدم اهتمامها بنفسها وجمالها وأناقتها بعد مرور كل هذه السنوات.
لا نستغرب إذًا كيف تتغنى ابنتاها بعفويتهما التي ورثاها عنها، ونقصد دنيا وإيمي سمير غانم اللتيْن غالبًا ما تنشران صورًا لهما دون مساحيق.
دلال نموذج ناجح ومثالي ليست لهما فقط، بل لمعظم الممثلات المصريات والعرب الشابات اللواتي يعتقدن أن التجميل سر تحقيق النجاح بزمننا الرديء هذا، لكنهنّ يجهلنّ أن معظم المشاهدين بنهاية المطاف لا يختارون إلا مشاهدة من يقدّم فنًا جيدًا ولا ينصفون إلا من يستحق.
عبدالله بعلبكي – بيروت