احتفلت الفنانة المصرية دنيا_سمير_غانم بعيد ميلاد النجمة المصرية القديرة ميرفت_أمين، الذي يصادفُ اليوم.
إقرأ: دنيا سمير غانم وعلاقتها بزوجها وماذا يقول علم النفس؟
نشرت صورةً جمعتهما، وكتبت: (عيد ميلاد سعيد لأمي الثانية الجميلة).
تابعت: (أتمنّى أن تمتلأ أيامك كلّها بالسعادة والجمال والسلام والحبّ).
صورتهما حققت تفاعلًا كبيرًا، وتداولها الآلاف الذين يشتاقون لميرفت البعيدة نسبيًا عن الإعلام و(السوشيال ميديا).
إقرأ: دنيا سمير غانم هكذا غيّرتها هذه الصورة وكانت أجمل!
ميرفت الصديقة الأقرب لوالدة دنيا القديرة دلال_عبد_العزيز، لذا تشعر دنيا أنها كأم لها، كونها لا تفارق والدتها أبدًا وتزورها دائمًا وتبقى في منزلهما.
أصبحت ميرفت تبلغ الآن سن الرابعة والسبعين.
لكنها لا تزال تبدو أربعينية وكأنها لم تكبر بعد.
ما سرّ ملامحها الطفوليّة حتّى اللحظة؟ ولمَ يفضّلها الناس؟
لسبب غير مفهوم- وعبر ثقافات متنوعة وفي كل ركن في العالم، النساء ذوات الوجه الطفولي يُعدّن أكثر جاذبية.
نحكم على الوجوه من ملامحها منذ أول ظهور، دون أن نتعرّف على عمق الإنسان وصفاته الداخلية.
قالت كارولين كيتنغ، خبيرة بالتواصل اللاشفهي في جامعة كولجيت في نيويورك: (العيون الواسعة، والأهداب الطويلة، والحواجب المقوسة، والشفاه الممتلئة والدقن الصغيرة، والوجه المستدير، والأنف الصغير، إذا كنت لا أصف طفلاً صغيراً فأنا أصف عارضة أزياء فاتنة).
منذ آلاف السنين ونحن نحكم على الناس بناءً على مظهرهم.
اليونانيون القدماء حولوا هذا إلى علم وأسموه علم الفراسة.
ببدايات القرن 500 قبل الميلاد أجري فيثاغورس، عالم الرياضيات، فحص وجوه الشباب الصغار في محاولة لمعرفة إذا كانوا سيصبحون تلاميذ مهرة.
بعد فيثاغورس بفترة ليست طويلة كتب أرسطو نظريته التي قالت إن ذوي الرؤوس الكبيرة أناس يتسمون بالدناءة.
بحلول القرون الوسطى أصبحت هذه النظريات أفكاراً حقيقية موثوقاً بها، فالعلماء أصاغوا لفظة “متكبر” بسبب الاعتقاد أن ذوي الأنف المقعر لديهم لمحة من الرجاحة والسمو، أما الحاجب المرتفع يشير إلى الأرستقراطية والأصل النبيل، وعلى عكس ذلك فإن الحاجب المنخفض لأسفل يشير إلى الدونية أو الانتماء لطبقات دنيا.
هؤلاء الذين يمتلكون وجهاً جامداً غاضباً أو منزعجاً، دون أي تدخل منهم، نظنهم دوماً عدوانيين، أما أصحاب الوجوه قليلة الجاذبية نظنهم مرضى، كما أننا نتوقع من الأشخاص المألوفين لنا أن يشاركونا القيم ذاتها.
معظم هذه الأحكام نصدرها دون وعي في أقل من 50 مللي ثانية.
هذه السقطات اللاواعية الغريبة ليست بالسذاجة التي تبدو عليها. فالوجوه تتضمن دلالات قوية تساعدنا على فهم الذين نتعامل معهم (هل هم عدوانيون؟ هل مرضى؟). بالتعمق بتاريخنا التطوري كبشر نكتشف أن القدرة على إصدار أحكام وتصنيفات سريعة لاواعية كانت بمثابة الحياة والموت.
ماذا يحدث عندما نرى طفلاً؟
لنعرف ما الذي يجعل امتلاك وجه طفولي أمراً بديعاً، نحتاج أن نفهم أولاً ماذا يحدث عندما نرى طفلاً حقيقياً.
في الواقع، سمات الأطفال –وكل الذين يعتبرهم العالم ظرفاء- ليست إلا مجموعة مصادفات نمو متتالية.
بما أن عينيك تكونان وصلتا إلى كامل نموهما عند الولادة بعكس رأسك، إذاً يكون لدى الأطفال عينان مذهلتان.
وبالمثل، فإن أجسادنا تنمو بعد ولادتنا أكثر بكثير من رؤوسنا؛ إذاً لدى الأطفال جمجمة كبيرة. ولدى الأطفال أيضاً دهون أكثر من البالغين؛ إذاً فلديهم أيضاً خدود ظريفة ممتلئة، والقائمة تطول.
نحن حساسون جداً تجاه التغييرات المنظمة التي تحدث لنا أثناء النمو؛ فإذا أردنا التفرقة بين شخصين لمعرفة أيهما أكبر سناً، نستطيع فعل ذلك ببساطة عن طريق الاختلافات البسيطة في ملامح الوجه.
بغض النظر عن الطريقة التي ترى بها الأطفال سواء أكنت شديد العاطفة تجاههم أو تجدهم كائنات مزعجة بحق، فإننا مبرمجون للتعامل مع ملامح وجوههم بالتحول فوراً من أشخاص بالغين يتحدثون لغة سليمة إلى معاتيه يتحدثون إلى الصغار بلغتهم هم. هذه كلها أمور محسومة؛ فالنظر إلى وجوههم البريئة الملائكية يجعلنا أقل عدوانية وأكثر كرماً وتبسماً.
تقول كيتنغ: (هذه الجدائل الصغيرة تطير إلى داخلنا بدون وعي، يتحكمون بعقولنا دون أن ندرك حتى أنهم دخلوها، تكمن قوتهم أن الملامح الظريفة هذه دفعت العالم لبيع العديد من المنتجات وصناعة الأفلام المتحركة عن طريق جعلها محبوبة أكثر (فكر في بامبي وميكي ماوس وبيتي بوب)).
عام 2012، رسمت وجوه الأطفال على واجهات المحلات التجارية في جنوب غرب لندن بهدف تقليل معدلات الجريمة.
سلوكنا يتحول فوراً باللحظة التي نرى فيها طفلاً صغيراً. تحكي كيتنغ: (تشعر كأنهم يقولون أرجوك ساعدني! احمني، أنا لا أمثل أي تهديد لك).
لذا ننجذب كلنا لملامح ميرفت الطفولية ولا نصدق عمرها الحالي!