منذ عدّة أيام، أصدر نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر قرارًا مفاجئًا يقضي بمنع مطربي المهرجانات من الغناء في مصر، ما أثار تفاعلًا سلبيًا عند معظم الفنانين والمتابعين الذين عارضوه وطالبوه الرجوع عن قراره لأن الذوق العام متعدد، ولا يحق لأي من كان أن يفرض لونًا موسيقيًا واحدًا على المستمعين.
إقرأ: هاني شاكر يمنع مطربي المهرجانات
ديانا حداد انضمت إلى قافلة الفنانين المعارضين، رغم أنها أشتُهرت بغنائها اللهجة البدوية – الخليجية، ولم تغنِ في مصر، ووصفت المستمعين العرب بالعاطفيين الذين ينجذبون للأغنيات الدرامية.
حكت ردًا عن سؤال إن كانت ستقدّم يومًا أغنية للمهرجانات: (ما المانع؟ أنه تطوير ويمكن لأي فنان أن يقدّم هذا النوع من الموسيقى، لكنني طبعًا سأختار الأغنيات التي تتوافق مع صوتي، من الكلمات المناسبة، إلى البحث عن الجديد في الألحان والتوزيع).
تابعت: (هذا اللون جميل، لكننا كشعوب عربية نميل نحو الأغنيات الدرامية، لأننا نعشق البكاء).
ديانا هل قصدت أغنيات هاني شاكر التي لطالما كانت عنوانًا للحزن والكآبة؟ ويومًا لم نسمعه يقدّم أغنية حماسية تجعلنا نرقص وتفرح لنا قلوبنا، بل كان دائمًا يبكينا، وهذا لا يقلّل من شأن النجم المصري الكبير، فعبد الحليم حافظ الذي يُعد ثانيًا في تاريخ الغناء المصري بعد أم كلثوم، كان يغني الحزن ويبكي الجماهير.
هاني لا يزال متمسكًا بقراره رغم كلّ الآراء المعارضة، ولا نعتقده سيستمر طويلًا لأن المصريين اعتادوا على هذه الأغنيات، وسيبقون يغنونها في المهرجانات والحفلات الشعبية والأحياء وحفلات الزفاف، ولن ينجح مطولًا في قمعهم ومنعهم من الاستماع إلى كلّ ما يريدونه.
نفهم رغبة نقيب المهن الموسيقية بتحسين الذوق الفني المصري، لكن هذا لا يتحقق بالقمع أو بالقوة، فنحن شعوب تمردنا على الأنظمة السياسية الديكتاتورية دون خوفٍ في اللحظات الحاسمة التي نُفذ بها صبرنا، ولم تعد هذه الأساليب صالحة معنا في كلّ المجالات!
عبدالله بعلبكي – بيروت