ألبرت أينشتاين واحد من أعظم العقول العلمية التي عرفها التاريخ، له نظريات فذة في علوم النسبية، ووضع أساسيات تقنيات الليزر كما وضع أساسيات علم الكونيات.

هذه العقلية العلمية العبقرية حصل لنبوغه على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 لاكتشافه نظرية النسبية، هو نفسه الطالب الفاشل دراسياً. بطيء التكلم سريع الحركات، واجه الكثير من الصعوبات في تعلم لغته الأم (الألمانية) حتى أن مدرسيه اشتكوا من سلوكياته في المدرسة مما سبب الخوف لوالديه من كون ابنهم يعاني من مرض يسمى (اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه) أو ADHD وعندما لقي إهمالاً من مدرسيه عاش عقدة نفسية من سلوكيات من المدرسة فاتجه لتعليم نفسه بنفسه ونبغ في مادة الرياضيات التي اعتبرها سلاحه في مواجهة تحديات التعلم.

اقرأ: د. وليد ابودهن: نصائح لممارسة الجنس بدون أضرار كورونا

ألبرت أينشتاين أحد أمثلة تحدي صعوبات التعلم الناتجة عن مرض (اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه).

مشاهير تحدوا العالم بمرضهم

هذا المرض عانى منه أيضا مشاهير ذوو أسماء رنانة في عالم السياسة والفن والأدب والعلوم والطب.

مشاهير تحدوا العالم كله بشهرتهم ليثبتوا أن المرض لا يمكن أن يعيق العقل ولا فالكر ولا حتى الفن. عشرات الموهوبين وعباقرة الطب والعلوم والفن والأدب هم في الحقيقة مصابون بهذا المرض ومنهم

– العبقري أينشتاين

– اسحاق نيوتن صاحب نظرية الجاذبية وصاحب قصة التفاحة الشهيرة (وجدتها.. وجدتها).

اقرأ: د. وليد ابودهن: متى يتوقف طول الفتيات؟

– العالم العبقري توماس أديسون صاحب عشرات الاختراعات ومن أهمها المصباح الكهربائي.

– جون كنيدي السياسي الكبير والشهير ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية في الستينيات.

هؤلاء المشاهير هم من ضمن قائمة كبيرة تضم العشرات من أمثالهم عانوا مرض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

اقرأ: وليد ابودهن: ما هي أسباب ألم الظهر بعد الجماع

الطفل كثير الحركة.. هل هو مريض؟

تكثر شكوى الأمهات من حركات أطفالهن الزائدة، لدرجة أن بعض الأمهات يذهبن إلى الطبيب النفسي في محاولة لإيجاد حل وللرد على السؤال المحير.. هل ابني مريض؟

بالطبع فليس كل طفل كثير الحركة من وجهة نظر والدته مريض، فحركة الأطفال قد تكون دليلاً على الصحة والحيوية، خاصة لأولئك الصغار الذين بدأوا حديثاً في المشي. فيمشي الطفل فرحاً لأنه أصبح لديه القدرة على الحركة والاكتشاف. وقد تكون الحركة الكثيرة داخل الفصل بالمدرسة إشارة إلى ارتفاع معدل الذكاء لأولئك الصغار.

بقيَ أن نقول بأن هناك مرضاً يصيب نسبة ليست بقليلة الأطفال ويسمي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

اقرأ: د. وليد ابودهن: أوميكرون أخطر من السلالات المتحورة الأخرى؟

حيث تشير الدراسات إلى أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يشكل أعلى نسبة تشخيصية للأطفال الذين يرتادون العيادات النفسية للأطفال.

وفي هذا الاضطراب تلاحظ كثرة حركة الطفل غير الطبيعية بشكل يؤثر سلباً على سلوكه وسلامته في المنزل وعلى أدائه الدراسي في المدرسة. وكثيراً ما يوصف الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد بالطفل السيئ أو الصعب أو الطفل الذي لا يمكن ضبطه، فبعض الآباء يزعجهم النشاط الزائد لدى أطفالهم فيعاقبونهم لكن العقاب يزيد المشكلة سوءاً، كذلك فإن إرغام الطفل على شيء لا يستطيع عمله يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

اقرأ: د. وليد ابودهن: أعراض نقص المغنيسيوم

والأطفال الذين يعانون من كثرة النشاط الحركي لا نعتبرهم أطفالاً مُتعبين أو مشاكسين أو قليلي التربية، بل هم في الحقيقة أطفال لديهم مشكلة مرضية لها تأثير سيئ على التطور النفسي للطفل وتطور ذكائه وعلاقاته الاجتماعية.

هذه الأعراض قد تظهر على الطفل المريض بمرض ADHD تظهر أعراض المرض على الطفل في سن صغيرة، قد تكون بعض أو معظم الأعراض التالية:

عدم الجلوس بهدوء والتحرك المستمر وكثرة التململ التهور وفعل أشياء قد تكون خطيرة مثل تسلق سور الدرج أوإلقاء الطفل نفسه في حمام السباحة، ويعاني بعض الأطفال من الملل المستمر فينتقل من لعبة إلى أخرى بسرعة، ويتغير مزاجه بسرعة فينقلب مزاجه من السعادة والضحك فجأة إلى الضجر والبكاء بدون سبب مقنع، بمعنى أن يكون الطفل سريع الانفعال بين الحزن والسعادة، كما يعاني الطفل المريض بهذا المرض دائماً بالشعور بالاحباط لأتفه الأسباب فتراه لا يكمل اللعبة بسبب احساسه بالهزيمة منذ البداية ولذلك لا يتمتع الطفل بالألعاب التنافسية كألعاب الـ Play Station أو الكمبيوتر أو كرة القدم مثلاً لإحساسه بالإحباط عند أول هزيمة.

اقرأ: د. وليد ابودهن: أسرار تخبرنا بها العيون عن صحتنا

ومن الأعراض الشائعة لدى هؤلاء الأطفال عدم القدرة علي التركيز.

– التوقف عن آداء المهام قبل انهائها بشكل مرضي.

– اللعب لفترة قصيرة بلعبة والإنتقال بسرعة من عمل الى آخر.

– اللعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال.

– تشتت الانتباه بسهولة عند وجود أي مثير خارجي.

– وجود صعوبة في اتباع التعليمات المعطاة.

– التكلم في أوقات غير ملائمة ومقاطعة كلام الآخرين والإجابة على الأسئلة بسرعة دون تفكير.

– الصعوبة في انتظار الدور.

– التشوش الدائم وإضاعة الأشياء الشخصية كل هذه الأعراض أو بعضها قد تؤدي إلى تدهور المستوى الدراسي مما يقلق كل من الوالدين والمدرسين بالمدرسة.

اقرأ: د. وليد ابودهن: السلس البولي عند النساء

لا تقلق إذا كان طفلك يعاني من بعض تلك الأعراض فهل هو مريض بمرض ليس له علاج ؟ بالطبع لا..

ولا تنس أن أينشتاين، أديسون وكينيدي وعدداً ممن لن يتصورهم عقلك من النوابغ كانوا يعانون من هذا المرض. فلا تقلق.

د. وليد أبودهن

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار