بعد أن أعلنت جنوب إفريقيا عن اكتشاف المتحور الجديد من فيروس كورونا (والذي سمي لاحقا أوميكرون) انتاب العالم خوف شديد، خاصة مع تأكيد العلماء أنه أكثر نسخ كورونا تحوراً، ما قد يؤدي لاحتمال فشل اللقاحات الحالية في مواجهته. وتتزايد المخاوف في أنحاء العالم من متحور كورونا الجديد “أوميكرون” (Omicron)، خاصة بعد أن صنفته منظمة الصحة العالمية كمتحور مثير للقلق، مؤكدة أن الأدلة الأولية تشير إلى أنه “يزيد خطر الإصابة مجددا بالفيروس”.
وتؤكد التقارير إن السلالة الجديدة التي أُعلن عن ظهورها في جنوب أفريقيا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، تتميز بطفرات أكثر من السلالات المتحورة الأخرى، وقد تكون أكثر نشرا للعدوى، وهو ما جعل عدة دول تفرض قيودا على السفر لاحتواء الموقف.
اقرأ: د.وليد ابودهن: ما علاقة ضعف المناعة بالحالة النفسية؟
ما هي الطفرات؟
استمر فيروس كورونا “سارس كوف-2” في التحور منذ ظهوره للمرة الأولى في أواخر عام 2019. ويشهد الفيروس طفرات متعددة، والطفرة هي تغيير يطرأ على الشفرة الجينية للفيروس وتؤدي إلى ظهور سلالة متحورة.وتنتشر بعض سلالات فيروس كورونا بسهولة أكثر من غيرها، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات العدوى وارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات والضغط على مرافق الرعاية الصحية.
ما هي أعراض أوميكرون؟
حتى الآن، الأعراض وفقًا لمنظمة الصحة العالمية “خفيفة جدًا” ولكنها في الوقت نفسه تدق ناقوس الخطر لضرورة التعامل معها حتى لا تسوء الأمور كثيرًا.
اقرأ: د. وليد ابودهن: أعراض نقص المغنيسيوم
لماذا أصاب متحور “أوميكرون” العالم بالهلع؟
اقرأ: د. وليد ابودهن: اسباب برودة الأطراف وعلاجها
ماذا نعرف عن هذا المتحور؟
إن هذا المتحور يضم متغيرات من متحور “دلتا” (Delta) الأكثر انتشارا، إضافة لمتحورات “بيتا” (Beta) و”ألفا” (Alpha) و”غاما” (Gamma)، مما أدى إلى تجمع 50 متغيرا، منها 30 متغيرا على البروتين الشوكي، مقارنة مع كل المتحورات السابقة. وهو ما يفتح الباب أمام احتمال أننا أمام فيروس جديد.
لماذا كل هذا القلق من هذا المتحور؟
إن سبب القلق هو أن المختبرات وجدت نفسها أمام متحور جديد، ويجب دراسة سرعة انتشار الفيروس المتطور، ومدى مقاومته للقاحات، وأيضا الأعراض التي يتسبب فيها. وهو ما تعكف عليه المختبرات حاليا.
اقرأ: د. وليد ابودهن: اسباب الدوخة المفاجئة
هل المؤشرات الأولية تدعو للتفاؤل؟
إن الأرقام القادمة من جنوب أفريقيا تقول إن 65% من المصابين هم أشخاص غير ملقحين، وكلهم لديهم أعراض متوسطة، وأكثر من 30% تلقوا جرعة واحدة من اللقاح، ولم تظهر عليهم أعراض خطيرة.
أما المؤشر الآخر فهو الحالات التي تم اكتشافها في هولندا، إذ إنها احتاجت لعشرة أيام قبل أن تظهر عليها الأعراض، وهذا مؤشر إيجابي مقارنة بمتحور دلتا، الذي كانت أعراضه تظهر بعد 3 أيام فقط.
اقرأ: د. وليد ابودهن: السلس البولي عند النساء
لماذا سارعت دول العالم لإغلاق أجوائها؟
ما تقوم به الدول حاليا هو من أجل كسب بعض الوقت إلى حين التعرف على هذا المتحور، لكن الأكيد أنه انتشر وسينشر عبر العالم.
هل سيعود العالم للإغلاق من جديد؟
أن الإغلاق وحده لن يكفي، فالدرس المستفاد من ظهور هذا المتحور هو ضرورة عدم احتكار الدول الغنية للقاحات، وأن الحل هو توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة.
ففي وقت تعرف فيه الدول الغنية تخمة في اللقاحات المتوفرة، ما زالت نسبة التلقيح في أفريقيا لم تتجاوز 10%، إضافة لتوفير أجهزة الفحص السريع التي تظهر نتائجها في غضون دقائق وليس ساعات للتمكن من محاصرة بؤر الوباء بسرعة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: احذروا ضربة الشمس المميتة
ماذا عن اللقاحات؟
شركات “فايزر WR- (pfizer) وبيونت (BioNTech) ومودرنا (Moderna) تشتغل حاليا على اختبار لقاحاتها في التعامل مع هذا المتحور الجديد، وسنعرف النتائج خلال الاسابيع القليلة المقبلة. لكن ما يثير القلق هو أن أغلب المتغيرات التي يحملها هذا المتحور طرأت في البروتين الشوكي الذي يستهدفه اللقاح، وبالتالي قد نحتاج لتعديل اللقاحات من جديد.
هل يمكن تصنيع لقاحات للمتحور الجديد؟
يُرجح أن تكون شركات تصنيع اللقاحات قادرة على توفير لقاح يواجه المتحور الجديد في فترة بين 6 أسابيع و3 أشهر، إذا ظهر أن أوميكرون يقاوم اللقاحات المتوفرة حاليا.
اقرأ: د. وليد ابودهن: هل يجب زيارة مكاتب الاستشارة الجنسية كأزواج؟
ويفسّر خبير صناعة الأدوية ذلك بالتقنية المعتمدة في الكثير من اللقاحات، وخصوصا لقاح فايزر ومودرنا، والتي تعتمد على تقنية “الحمض النووي الريبي المرسال” أو ما يعرف بـ”إم آر إن إيه (mRNA) التي تساعد في تغيير تركيبة اللقاح بسهولة بسرعة.
في فترة بين 6 أسابيع و3 أشهر، لكنه يربط ذلك بقدرة الدول على تمويل تصنيع اللقاحات من جديد بعد أن استثمرت مبالغ طائلة للحصول على مخزون إستراتيجي من اللقاحات المتوفرة. لكن أن سرعة إنتاج لقاح جديد ستكون مرتبطة بمدى قدرة الدول على تمويل تصنيع اللقاحات من جديد، بعد أن استثمرت مبالغ طائلة للحصول على مخزون إستراتيجي من اللقاحات المتوفرة.
اقرأ: د. وليد ابودهن: ما أسباب وجع كعب القدم وعلاجها
ويعتقد الخبراء أن سلالة أوميكرون الجديدة تملك ما لا يقل عن 50 طفرة في السلالة المتحورة، مع 32 طفرة على القسيم الفولفي، وهو الجزء المسؤول عن العدوى التي تلتقطها الخلايا البشرية.
د. وليد ابودهن