أمام غموض فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 ، يحاول العلماء والباحثون بشكل مستمر اكتشاف خفاياه وكل ما يتعلق به عبر إجراء دراسات على نحو متواصل في سباق مع الزمن للقضاء على هذا الكابوس الذي يخيّم على العالم. وأفاد باحثون أن مناعة الناس ضد فيروس كورونا تستمر ثمانية أشهر على الأقل، بعد تعافيهم من العدوى.
وأظهرت دراسة أجريت على 188 شخصاً تعافوا من عدوى “كوفيد-19” أن لديهم حماية مناعية واسعة بعد أشهر ليس فقط من خلال الأجسام المضادة، ولكن أيضًا من خلال عدة أنواع من الخلايا المناعية التي يجمعها الجسم بعد الإصابة.
كما أن دراسة جديدة أجريت في كلية ماونت سيناي لدراسة الطب في الولايات المتحدة الأمريكية قد توصلت إلى أن المناعة ضد فيروس كورونا يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى خمسة أشهر، وربما لفترة أطول، لدى غالبية المتعافين، ووجد الباحثون أن حوالي 90 في المائة من الناس الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة، لديهم استجابة مناعية قوية ومستقرة ضد فيروس كورونا علاوة على ذلك، كان لدى معظم هؤلاء المرضى أجسام مضادة قادرة على تحييد أو قتل الفيروس.
وأشار الباحثون إلى أنه رغم وجود تقارير عن إصابة أشخاص مرتين بفيروس كورونا، إلا أنهم أوضحوا أن الدراسات الكبيرة أظهرت أنه في حالة حدوث هذه الحالة، فإنها نادرة.
وفي دراسة نشرت بموقع “ميد أركايف” العلمي، تابع العلماء عينة مكونة من 185 شخصا أصيبوا بكوفيد -19، وراقبوا مستويات الخلايا المناعية لديهم على مدار أشهر بعد إصابتهم بكورونا، وذلك لفهم “الذاكرة المناعية”.
وطوّرت أجسام 92 في المئة من المشاركين في الدراسة أجساما مضادة يطلق عليها اسم “الغلوبولين المناعي جي”، تراجعت قليلا بعد مرور ثمانية أشهر، في حين طوّر جميع المتعافين من كورونا خلايا ذاكرة “بائية”، قادرة على إنتاج مجموعات جديدة من الأجسام المضادة إذا واجه الجسم الفيروس مرة أخرى.
وتخالف هذه الدراسة نتائج أبحاث سابقة كانت قد أشارت إلى إمكانية إصابة من عانى عدوى كورونا خفيفة بالمرض مرة أخرى، بسبب عدم اكتساب أجسادهم لمناعة قوية.
إن البقاء في المنزل والمحافظة على مسافة كافية بينك وبين الآخرين وارتداء الكمامة والمواظبة على غسل اليدين، ليس صعبا على الإطلاق. وننصح من يصاب بكورونا أو يعيش مع شخص مصاب، أن يلجأ إلى مصادر موثوقة حتى يحصل على معلومات بشأن الطريقة الأنسب للتعامل مع الوضع، لا سيما أن “خرافات” كثيرة تروج حول كورونا.
د. وليد ابودهن