المذيعة رابعة الزيات لم تعلن موقفًا ثابتًا منذ انطلاق الثورة في ١٧ تشرين عام ٢٠١٩، وكانت يومًا تدعم الثوار عندما يتظاهرون ضد المصارف، وتعارضهم عندما يتعاركون مع القوى الأمنية أمام ساحة مجلس النواب الذي يرأسه نبيه بري أحد قطبي الثنائي الشيعي الذي تناصره، ولم تتخلَ بعد عن انتماءاتها السياسية كما يبدو.
مواقفها المترددة تحير اللبنانيين الذين لا يعرفون إن كانت تؤيد ثورتهم أم لا تريدها أن تنجح، وكلما ندد الثوار ضد بري أو سياسات حزب الله الداخلية نراها تعارض وتقول إن هناك مندسين بين المتظاهرين، وكلما هاجموا سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط الذين يمثلون قوى الرابع عشر من آذار تصفق لهم، ما يعني إنها ضد مقولة (كلن يعني كلن).
رابعة تظاهرت في أول ثلاث أيام من الثورة التي رفع بها شعار (كلن يعني كلن) لكنها تراجعت وبررت إنها لم تعد تشارك في التظاهرات لأنها شعرت أن أحزاب سياسية تسلقت على مطالب الناس، ما يعني إنها أيضًا لا تثق بوعي اللبنانيين الذين لن يقبلوا لأي حزب مشارك بالفساد أن يسرق منهم حلمهم وثورتهم المجيدة.
منذ قليل كتبت تنقد هجوم الموجوعين والمقهورين والجياع على القوى الأمنية التي تحمي النواب الفاسدين والسلطة الجائرة: (تطهير الإنتفاضة من الدخلاء والمندسّين ضرورة لحماية المطالب المحقة).
المذيعة اللبنانية إذًا تطالب بتطهير ثورة الناس ولا نفهم كيف، فهل تؤيد اعتقال البعض ورميهم في السجون؟ وهل تفرّق بين جائع وجائع حسب طائفته واتجاهاته الفكرية؟ وهل تعلن إنها مع القمع الذي تمارسه القوى الأمنية بحق الأبرياء المستعدين للتضحية بحياتهم لكي يعيش أبناؤهم؟
من الأفضل أن تكون رابعة واضحة مع نفسها وأن تقول: (مش كلن يعني كلن وأنني مع استهداف خصومي في السياسة أما الذين أواليهم فلا تقتربوا منهم!)