رابعة_الزيات لم يعد إسمًا قيد الرهانات.
انتصرت رابعة وجلست على عرش النجومية الأولى، رغم كل العراقيل والمطبات، ورغم كل السموم التي وضعت في صحون برامجها التي قدمتها.
تكاد تكون من القليلات اللواتي لم تعبرن إلى الشاشة بجمالها رغم جمالها الطاغي.
ورابعة من الوحيدات اللواتي لم تقدمن تنازلات لصاحب هذه المحطة أو تلك.
ورابعة قدمت اشكالاً مختلفة من البرامج إذ البعض منها تخللها السياسة.
ورغم الضجيج الذي لحق بها، بين مؤيد ومعترض، في الحلقات الأولى من برنامجها فوق ال ١٨ ضلت صلبة وواضبت على تقديم البرنامج بعدما عالجت بعض فقراته بما يتلاقى مع عقول ضحلة.
رابعة ال متل القمر، لم تستخدم جسدها ولا وجهها، لم تتعرَ، ولم تبالغ في زينتها، ولم تقدم سوى النموذج الجميل عن المذيعة المرأة في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، وما عدنا نعرف فيه المذيعة إن كانت إعلامية أو فاشينستا.
ومنذ بداياتها كنت أراهن عليها لأن حاميها وسندها إعلامي فخم، وشاعر ضخم، ومثقف ومناضل كبير، خرج من المعتقل الصهيوني، وحيد أمه التي انتظرته عائدًا بطلاً، فكتب لها تلك القصيدة العصية على شاعر آخر وقال:
أمي خاتمة النساء
التي ودّعتني في الصباح
بضفيرة قليلة ويدين من دعاء
حفرَت ظلّاً على الحائط
أوقدت ناراً صغيرة لأجلي
ساكنة العتبةِ أمي ، رافقتني إلى الباب
عُد باكراً قالت لي
علّقت في زندي شمساً
وأحد عشر كوكباً
صديقة الرقيّات مسحَت جبيـني بزيت راحتها
ضئيلةُ القامة عباءتُها غابة
عصفورة حنان
المسكونةُ بالأرواح الطيبة والأولياء
دمعتُها طريق العين
مرّةً.. ذرَفَت حقلاً
مرّةً.. صوتها المساء
خادمةُ الهيكل.. يدها مشكاة
نذرَت خبزاً و ملحاً لغيابي
حافيةً ملأتِ السفحَ سنابل
أرخت ضفائرها ثلجاً غطّى الجبال
جارةُ السنونو.. منديلُها البحيرة
ماءٌ دافقٌ على المنحدرات
مرةً .. عانقتني
نَبَتَ قمحٌ في شُرفتها ، ونزلَت سماء
طاحونةُ الضحك أمي
نافورةُ ماء
أوّلُ الينابي .. خاتمةُ النساء
وهكذا رابعة_الزيات في حياة زاهي خاتمة النساء، التي يرعاها بلطفه وحنانه،
ويطلقها عصفورة تغرد في فضاءاتها الخاصة لتعود إليه وتحضنه وتقسم أن الزاهي شيخ الشباب يملأ حياتها سنابل.
نضال الأحمدية