تظاهرت المذيعة اللبنانية رابعة الزيات في أوائل أيام الثورة، أي في ١٧ تشرين الأول من العام المنصرم، لكنها انسحبت من الشارع لأنها لم تستطع تمامًا أن تخلع عباءتها الحزبية، بعدما قالت إنها لا تعد حزب الله وبعض حلفائه من الفاسدين، ولا تؤمن بشعار الثوار (كلن يعني كلن).
رابعة ظلّت تتحجج بتسلق أحزاب ١٤ آذار من المستقبل والاشتراكي والقوات على الثورة، لكنها يومًا لم تعد وتنزل إلى الشارع لتعرف حقيقة ما يحدث، وأن معظم المتظاهرين لا يزالون أنفسهم الذين بدأوا بالثورة، وتخلوا عن كلّ انتماءاتهم الحزبية.
الثوار لم يسمحوا لأحدٍ أن يقطف ثمار انتفاضتهم، وكانوا يطردون النواب والمسؤولين المحسوبين على ١٤ آذار لكن رابعة ومعها من الذين شككوا بالثورة تجاهلوا كلّ هذه الوقائع.
اليوم كتبت رابعة تستنكر حمل الأعلام التركية من بعض مناصري تيار المستقبل الذين يأيدون تدخل أردوغان في سوريا بموقف كيدي ضد النظام السوري: (اللي بيحمل علم غير علم لبنان بلبنان ما خرج يعيش بهالبلد).
المذيعة اللبنانية تعي جيدًا أن مناصري حزب الله وحركة أمل يحملون باستمرار الأعلام الإيرانية، كما كانوا يحملون الأعلام السورية قبل خروج الجيش السوري من لبنان، بعد اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري، وتحديدًا في مظاهرة ٨ آذار عام ٢٠٠٥.
فهل تستنكر رابعة أيضًا حمل الأعلام الإيرانية؟ وهل برأيها أن مؤيدي حزب الله لا يستحقون العيش في لبنان؟ وهل هذا يعني أنها تخلت عن انتمائها السياسي لأي حزب يوالي دولةً خارجيةً؟