راغب علامة من الفنانين اللبنانيين الثائرين ضد الطبقة السياسية الحاكمة، ودائمًا يبدي مواقفه المعارضة لسياساتها وهندساتها المالية السيئة، ويطالب إسقاطها دون أن يستثني أحدًا من أحزابها.
راغب يعلم جيدًا أن حكومة حسان دياب ألفتها تلك الأحزاب، لذا لم يعدها اللبنانيون يومًا حكومة اختصاصيين كون السياسيين من شكلوها لا الثوار.
أمس أدلى دياب خطابًا صغيرًا يعلن خلاله توجهه لإقرار قانون استرجاع الأموال المنهوبة وروى إنه اتفق مع رئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيل لجنة دولية للبحث بقرارات مصرف لبنان بعدما حجز ودائع اللبنانيين.
هذه الخطوات لطالما طالبها الثوار من الساحات ولم تسمعها الحكومة إلا بعد ٩٠ يومًا من تشكيلها، وكأننا نعيش حالةً من الترف ليضيعوا كل هذا الوقت الذي تدهورت به حالة اللبناني المعيشية وسقطت الليرة اللبنانية لتسجّل أدنى مستويات الصرف أمام الدولار، وأمس وصل الدولار إلى سعر صرف في السوق السوداء تجاوز الـ ٤٢٠٠ ليرة.
راغب لم يصدق ما سمعه من دياب ووصفه بالبطل ونستغرب لأننا نعرفه جريئًا لا يجامل، وكتب: (أول موقف حكّ الركاب لرئيس الحكومة حسّان دياب … موقف قوي وصريح وشفاف … حسّان دياب وقفتك اليوم وقفة رئيس حكومة بطل، هذا الموقف الذي ننتظره لنعرف الحقائق التي يحاول عدد كبير من المسؤولين اخفائها عن المواطنين لأنهم شركاء في سرقة مال الشعب والحساب آتٍ، لأن الله شايف وعارف).
لم نسقط بعد يا راغب آلهة السياسة القديمة لنصنع تمثالًا لدياب الذي لم ينفذ بعد شيئًا مما قاله، وإن نفذ ألا يعني هذا أنه يؤدي واجباته التي يتقاضى راتبًا عليها لا يحصل منه اللبناني على ١٠٪ منه؟ لمَ علينا أن نصف كل وزير ونائب يحاضر بالخطابات ويؤدي أقل الواجبات بالبطل؟ ألهذا الحد نحب تقديس السياسيين؟
إقرأ: حسان دياب إله السياسة اللبنانية الجديدة!
عبدالله بعلبكي – بيروت