أطلق رامي عياش أغنيته الجديدة (أم الدنيا)، ضمن سياسة يعتمدها بإصدار عدّة أغنيات بشكل يومي تمهد لألبومه المنتظر، من كلمات سليم عساف وألحانه، وتوزيع داني الحلو.
الأغنية رافقها كليب جمع عدّة مشاهد صُوّرت بالأحياء والمدن المصرية، وعرضت المواطنين المصريين على إختلاف أشكالهم الخارجية وطبقاتهم الإجتماعية والثقافية، كما الأهرامات وعدة آثارات من مصر.
تبدأ مجموعة من (الكورال) بالغناء عند مطلع الأغنية، يرافقهم عياش بالإعادة الثانية بطبقة صوتية منخفضة نكاد لا نسمعها، إلا أن تأثير وسحر صوته الرائع يظهران حتّى لو دندن أو همس!
كتب عساف الذي يجيد ترجمة مشاعره وأحاسيسه المرهفة كشاعر بأجمل الأبيات الشعرية: (رجعت لينا ام الدنيا مصر حاتبقى قد الدنيا، اطمني يا حبيبتي يا غالية بقيتي بامان، رجعت امي الخايفة عليا ارضها صدر حنين ليا، رجع النيل والروح للمية والله والله زمان).
يغني رامي بإحساسٍ إعتدناه وبروحٍ حالمةٍ وبشغفٍ كبير، الغناء بالنسبة إليه ليس تجارةً ماليةً بل عشقًا يأسر موهبته، ما يميزه عن غيره مدى إيمانه بالقضية والفكرة التي يناقشها بأغنيته، فإن كانت وطنًا يعشقه، حبيبةً يتيّم بها، مشكلةً إجتماعية يغني لخلاصها.
يستعير مقطعًا من النشيد الوطني المصري، ويغنيه بطبقةٍ مرتفعةٍ دون أن يفقد إحساسه ولا سيطرته على صوته: (بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي).
التوزيع الجيّد لداني زاد من سلاستها، فبدا المزج بين الجمل الموسيقية وألحان عياش جميلًا وآخاذًا، الجميل هنا أنه يغني لمصر دون أن يقلد أحدهم، لا يغني كالجسمي بإيقاعٍ مسرعٍ (بشرة خير)، ولا يستنسخ لون الأغنيات القديمة عن مصر والتي غنتها شادية وعبدالحليم حافظ وصباح.
المبادرة الجميلة لرامي نحو مصر تثبت كم يبدو أصيلًا، بوقتٍ تعاني من أزمات إقتصادية خانقة غير الإرهاب الذي يضرب محافظاتها، مع انه لم ينطلق منها، بل من لبنان، ونجاحاته إرتكزت هنا، لذا لا فضل لها عليه، لكنه يغني لعروبته ولها لأنها أم الدنيا وأم كلّ مواطن عربي!
عبدالله بعلبكي – بيروت