يبدو أنّ رانيا يوسف نسيت أنها ممثلة موهوبة، قدمت أدواراً تشهد لموهبتها، جعلتها تقترب من الصف الأول بين الممثلات المصريات الكبيرات، وباتت مشغولة في مناكفة هاني شاكر، بالرقص على أغنية مهرجانات كان منعها، لتثير الجدل، وفي التفوق على نفسها مع كل إطلالة في مهرجان أو حفل عام، لتكشف المزيد، وتشغل الناس بالفستان الذي طار، والديكولتيه الذي كشف، والقصير الذي يجعلها مادة دسمة لصفحات جائعة للمشاهدات ولتسجيل أكبر عدد من اللايكات والتعليقات!
آسف أن أتناول ممثلة بحجم رانيا يوسف، بكلام مماثل، لكن (براقش جَنَت على نفسها)، فصارت تحار كيف تلفت انتباه الصحافة والصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في جوع واضح لإثارة الجدل وللضوء الفارغ، وهو ما لا يليق باسمها ومكانتها!
لم يقتصر الموضوع على فستان مكشوف أو فيديو راقص تافه، بل وصل إلى الدراما، حيث أطلت بأسوأ دور لها، وبأسوأ أداء قدمته إطلاقاً في مسلسل (الآنسة فرح)، الذي انشغلت فيه بماكياجها وشعرها المصفف دوماً، وأزيائها الملونة والمزخرفة التي تجعلها تبدو Sexy وجميلة، في محاولة (كما يبدو) للتغطية على الشابة الموهوبة أسماء أبو اليزيد، التي تلعب دور فرح، وهو دور البطولة المطلقة الأول لها. وكأنّ رانيا كان هاجسها في هذا العمل أن تبدو أصغر من فرح، وأجمل منها، وأن تلفت الأنظار نحوها، فنسيت الأداء، ونسيت الحضور، ونسيت أنها ممثلة محترفة، وصرنا نراها برموش كثيفة، وإطلالة Chic في “عزّ دين” مشهد دراميّ مأساوي.
ونسأل رانيا هنا، كيف يمكن أن تطل أنيقة ومتبرجة وعلى “آخر طرز” مع الكثير من الأكسسوارات المبالغ بها، في مشاهد كثيرة لها، تتطلب منها أن تكون بسيطة، كمشاهد الدراما الثقيلة، التي تجمعها بابنتها أسماء (فرح في المسلسل)، والتي تكون فيها في حالة انهيار تام، بسبب المشاكل الكثيرة التي تحصل معها، فكيف لأم أن تجد وقتاً لكل هذا التبرج و”التزوزق” وابنتها في محنة بل مصيبة؟
كيف وجدت مبرراً درامياً لاستعراضاتها الدائمة، في مشاهد تتطلب منها أن تكون على طبيعتها، في منزلها مع ابنتها وأمها، ولا تتطلب إلا حضوراً كلاسيكياً هادئاً؟ هل أصيبت بالعمى، وانشغلت بمنافسة أسماء؟ أو أنها لم تعد تأبه لمتطلبات الدراما؟
أين مخرج العمل أحمد الجندي؟ لمّ لم يوقف التصوير ويجبر ممثلته على الالتزام بأصول المهنة في المشاهد التي تتطلب ذلك؟ كي يحميها من نفسها فلا تظهر مدعية وFake كما لم تظهر يوماً؟
إنه عصر الفاشينيستاز حتى في الدراما، وها هنّ بعض نجمات الدراما، تنقلبن إلى استعراضيات على حساب العمل والدور والأداء.. فلا نصدقهنّ ولا نستمتع بمشاهدتهنّ بسبب حجم رموشهنّ، وسماكة الـ Foundation، وطبقات الـ Eye shadow بطعمة وبلا طعمة، وكثرة الملابس الملونة والأنيقة والـSignee حيث لا يجب!
إنها محاولة أخيرة، للفت انتباه رانيا يوسف، علها تعود لتقدم ما يليق بموهبتها، قبل أن تفقد قيمتها المهنية، وتحتسب على الاستعراضيات اللواتي يلهثن خلف الشهرة الفارغة، عكس كل نجمات مصر اللواتي يتصارعن على من تقدم دوراً أفضل، ومن تأسر الناس بأداء مبهر..
إيلي خوري – بيروت