تشارك الممثلة اللبنانية القديرة رندة كعدي في 3 مسلسلات و3 شخصيات متناقضة لا تشبه بعضها البعض، وربما أغربها الدور الذي تلعبه في مسلسل “راحوا” حيث الإمرأة المتسلطة القوية التي تتفق مع جماعات لقتل الأبرياء لقاء حفنة من المال. وهي عنصر من عناصر نجاح أو متابعة هذا المسلسل لضعف النص والتطويل، لم نعتد عليها بهذه الأدوار التي لا تشبه حقيقتها الطيبة، لكنها تُبدع.
تقدم شخصية “أم صافي” في مسلسل “عشرين عشرين” وتلعب دور الأم الحنونة الطيبة التي تخاف على أبنائها من صعوبة الحياة والظروف التي يعيشونها في حي فقير، وبيعهم للمخدرات بالإتفاق مع شقيقها “الحوت” الذي يلعب دوره الممثل فادي ابراهيم، فأم صافي جسدت حياة كل أم بحنانها وكيف تخاف على أبنائها، فتقف أمام الكاميرا لتقدم مشاعرها الصادقة وتعيش الشخصية بحذافيرها دون أي أخطاء فنتعاطف معها ونحبها ونبكي على وجعها.
اقرأ: رندة كعدي فخر الدراما اللبنانية
رندة كعدي لا تمثّل بل تقدم شخصية حقيقية طبيعية موجودة في مجتمعاتنا، تقدم أدوراها بالسهل الممتنع، لا تتصنّع ولا ننزعج من تمثيلها.
صحيح أنها تلعب دورًا ثانويًا أمام أبطال العمل مثل قصي_خولي ونادين_نجيم إلا أن دورها محوري مهم، وأعطت قيمة مضافة لنوعية التمثيل، وكل من يقف أمامها يعرف أنه أمام امتحان صعب إما يفشل بتبادلها المشاعر أو ينتصر بالتفاعل مع أدائها التمثيلي، ويقدمون لنا لوحة درامية رائعة.
اقرأ: رندة كعدي: نادين نجيم تلفتني والممثل اللبناني!
لم تأخذ يومًا دورًا بطوليًا كاملًا، لأننا بتنا في زمن الدراما التجارية، أي الدراما التي تهدف إلى البيع ولا تعتمد على إستمتاع المشاهد بالنص والنجوم والإخراج وإدارة الممثل، ورغم ذلك ذات صيتها في الدول العربية على أدوارها الرائعة وعلى أدائها الإستثنائي في “عشرين عشرين”
رندة كعدي فخر الدراما اللبنانية، تذكرنا بالزمن اللبناني الجميل، حين كان يقف ابراهيم مرعشلي أمام هند أبي اللمع أو أمام فريال كريم، أو حين كانت ليلى كرم تضحك المشاهدين في “مدرسة المشاغبين” وكذلك أماليا ابي صالح وغيرهم كثر.
سارة العسراوي – بيروت