الدكتورة أميلان ناحوم رئيسة قسم الإعلام في الجامعة العبرية في القدس كتبت تحقيقاً في صحيفة Isreal Times التي تصدر باللغة الإنكليزية في القدس تحت عنوان: على من راهن الأمير أبو مالك التلة وما سر الحياد الإسرائيلي في معركة جرود عرسال التي تجري حالياً بين حزب الله وجبهة وتحرير الشام فرع القلمون.

لقد تيقن أبو مالك التلة منذ شهر مايو – أيار أن هنالك مشروع حرب يعد لها حزب الله للقضاء على تواجد جبهة تحرير الشام في منطقة انتشارها في القلمون السوري واللبناني، وبالأخص في مدينة عرسال اللبنانية التي تعتبر الحاضنة الأساسية لجبهة تحرير الشام وكذلك قوات الدولة الإسلامية منذ ذلك التاريخ تحرك أبو مالك التلي قائد لجبهة تحرير الشام وهذه الجبهة محسوبة على قطر وممولة من قطر فاستعان بالقيادة الأساسية لجبهة تحرير الشام واتصل بالأمين العام لجبهة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي هب لدعم أبو مالك التلي بالرجال المدربين جيداً من خلال البادية السورية التي تقع تحت سيطرة الدولة الإسلامية فقد أرفد أبو مالك التلي بـ 750 عنصر من جبهة تحرير الشام من المقاتلين الذين تدربوا في معسكر غيلان آغا في تركيا.

وكذلك وصلت كميات من الأسلحة وبالأخص الصواريخ الموجهة، لكن أبو مالك التلي لم يترك الأمر عند هذا الحد بل اتصل بالحكومة الإسرائيلية عن طريق مكتبه في الأردن حيث قام يوسف البشوي مسؤول مكتب جبهة تحرير الشام في الأردن بالاتصال بالسيد مروان المعشر أول سفير أردني في اسرائيل بعد توقيع اتفاقية وادي عربه عام 1993 بين اسرائيل و الأردن وبالفعل قام الدكتور مروان المعشر بزيارة سرية الى اسرائيل حامل رسالة ابو مالك التلي التي يطلب فيها قيام سلاح الجو الاسرائيلي بتوجيه ضربات مدمرة لحزب الله فور قيام الحزب بشن حرب على جبهة تحرير الشام في عرسال وبهذا تكون اسرائيل قد انتقمت من حرب تموز 2006 وقد حصل الدكتور مروان المعشر على رد ايجابي من قبل وزير الدفاع الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان ان اسرائيل سوف تقوم بدعم حركة تحرير الشام.

وشكل فريق من رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بنيامين غانتس والجنرال أمير ايشيل قائد القوة الجوية الاسرائيلي ورئيس الموساد يوسي كوهين وانكب هذا الفريق على متابعة التطورات على ساحة عرسال عبر القمر الصناعي عاموس ثلاثة الخاص بالتجسس وكانت تصل الفريق صور القمر الصناعي على مدى 24 ساعة ورصد تحركات حزب الله في منطقة القلمون بجانبها السوري واللبناني كما حصلت اسرائيل على ضوء أخضر من المملكة العربية السعودية والامارات وقطر والبحرين والكويت والأردن والمغرب ومصر لا يمانعون في سحق حزب الله بعد ان اطلعتهم الحكومة الاسرائيلية بطلب جبهة تحرير الشام الذي نقله الدكتور مروان المعشر الى الحكومة الاسرائيلية وان الفرصة مواتية دون ان تكون هنالك ردود أفعال دولية أو اقليمية.

وواصل الفريق الاسرائيلي المكلف بالاعداد للعملية متابعة مجريات الأمور على أماكن تواجد جبهة تحرير الشام وتحركات حزب الله وما يخطط له وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يتابع يوميا التقارير التي تصله يوميا من الفريق المكلف بالعملية.

وفي يوم السبت 8 تموز 2017 وهو يوم عطلة في اسرائيل طلب السفير الألماني في تل أبيب يطلب مقابلة وزير الخارجية الاسرائيلي على عجل ووصل السفير الى بيت وزير الخارجية والدفاع الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان وسلمه رسالة من وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل والرسالة هي رسالة تحذيرية من السفير الألماني في بيروت بعد ان اجتمع مع أحد أعضاء قيادة حزب الله والذي حذر السفير الالماني في بيروت ان حزب الله مقدم على عملية اقتلاع الارهاب من القلمون وعرسال وان أي تدخل من اسرائيل لصالح الارهابيين فمعنى ذلك اعلان حرب من اسرائيل على حزب الله وان الحزب سوف يفتح جميع الجبهات بوجه اسرائيل ولن يوجد هنالك هدف في اسرائيل ممنوع على حزب الله وسوف تتحمل اسرائيل نتائج ما تقدم عليه.

وأضاف القيادي في حزب الله نحن نقوم بتطهير أرضنا من الارهاب ولن نتأخر بتنفيذ هذه العملية ولا يوجد في العالم من يمنعنا من ذلك نحن نحارب الارهاب فاذا كانت اسرائيل تنوي القيام بأي عمل ضد حزب الله فانها سوف تجني ما لم تتوقعه من حزب الله ونحن في عام 2017 واكيد نتائج حرب تموز في 2006 يعرفها الاسرائيليون جيداً وكذلك المعادلة تغيرت كثيراً نحن في شهر تموز 2017 وان كل كيلو متر مربع في اسرائيل تحت مرمى صواريخ حزب الله يا سعادة السفير نحن نحترمك كثيرا قم بواجبك قبل فوات الاوان وترتكب اسرائيل حماقة لا تعرف نتائجها اطلاقاً وسوف تكون كارثية عليها هذا تحذير ولا كلام اخر عند حزب الله

بعد تسلم وزير الخارجية الاسرائيلي الرسالة اتصل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وطلب لقاءه على الفور لامر خطير جداً وتوجه وزير الخارجية الاسرائيلي الى بيت نتنياهو وسلمه الرسالة وفي اليوم التالي نهار الأحد 9 تموز وبالاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء الاسرائيلي اطلع بنيامين نتنياهو المجلس على رسالة وزير الخارجية الألماني وخصصت جلسة مجلس الوزاء لمناقشة الرسالة واخذ القرار وأقر مجلس الوزراء بالاجماع انهاء مخطط دعم جبهة تحرير الشام وسقط رهان ابو مالك التلي.

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار