تفاعل الآلاف أمس مع الممثلة اللبنانية القديرة رولا حمادة التي تخلّت عن جمالها بالكامل، وظهرت دون أن تضع المساحيق بملامح زادتها عمرًا على ملامحها الحقيقية.
أطلّت امرأةً مريضة على وشك الموت بمسلسل (من الآخر) الذي يُعرض منذ أسابيع قليلة على شاشة (الأم تي في).
ظهرت بملامح مرهقة، وكأنها تنازع الموت، واستعانت بأحد المتخصصين بعالم المكياج ليجعلها تبدو أكبر من عمرها الحقيقي وأضعف من صلابتها الروحيّة وجسمها السليم.
أثارت إعجاب الجميع الذين أثنوا على احترافِها وكيف أنها قبلت الظهور بهذا الشكل الذي تلحظونه بالأسفل.
إقرأ: رولا حمادة بعمر الشباب لأول مرة – صورة
رولا فنانة قديرة لديها مسيرة مميزة وليست متعدية على المهنة، ويومًا لم تعتمد على جمالها أولًا رغم أنها من الجميلات جدًا.
موهبتها فقط سرّ نجاحها وأجادت لعب أصعب الشخصيات بإتقانٍ، لذا يفضّلها اللبنانيون ويقدرونها كثيرًا.
ما فعلته أمس يستحق تصفيقًا كبيرًا لممثلة حقيقيّة خُلقت على مسرح المهنة، بزمن التعدي على الساحات والتسلّق.
فليرَ كلّ المشاهدين هذا الإبداع المنقطع النظير، وليتعلّم كل الممثلين منها كيف تسقط جمالها وأناقتها لصالح الدور الذي تتقمصه حتّى الرمق الأخير.
من يجرؤ الآن على قول إن لبنان يفتقر للمواهب التمثيلية وللجديّة المهنيّة؟
من يجرؤ الآن على إهانة الدراما اللبنانية ومحاولة تحجيمها لصالح دراما أخرى مهما كانت مهمة؟
من يجرؤ الآن على التعدي على ممثلينا وها رولا ترفع سقف الإبداع إلى أعلى مستوياته وتتخطى أي منافسة افتراضية مع آخر أو أخرى؟
عبدالله بعلبكي – بيروت