نشرت النجمة السورية رويدا_عطية صورةً لها من إحدى المناطق الطبيعية في بيروت.
استلقت على الأعشاب الخضراء والتقطت الصورة بالعكس، فظهر رأسها أولًا حتّى قدميْها.
الصورة حصدت تفاعلًا وآلاف الإعجابات والتعليقات.
لم تضع الكثير من المساحيق ولم ترتدِ أغلى الفساتين، بل ظهرت بشكل عفوي وتلقائي.
لم تخرج منذ شهور طويلة من منزلها بسبب انتشار فيروس_كورونا في لبنان، ولأنها تخاف جدًا على طفلها (زين).
إقرأ: رويدا عطية فقدت ابنها والله أعاده للحياة – فيديو
عاشت ضغوطات نفسيّة كثيرة ومن يجلس في منزله دون أن يخرج لمدة طويلة، يمر غالبًا بكآبة لا تُحتمل.
تمضية بعض الوقت في الأماكن الطبيعية جانب الأعشاب والأشجار، تطرد الكآبة والأجواء الحزينة من داخلنا، وتجعلنا نبتسم وكأننا خُلقنا من جديد.
لذا شعرنا رويدا سعيدةً بصورتها أدناه.
تقول العديد من الدراسات إلى أن دماغ الإنسان، وعبر مراحل تطوره التاريخية، مُصمّم بطريقة تجعله يؤدي المهام بدقة أعلى بينما يكون الفرد خارج مكتبه أو منزله، وبين أحضان الطبيعة والمساحات الخضراء.
إلا أن أعداد الأفراد (على مستوى العالم) الذين يعيشون في المدن يزداد، ويُتوقع أن تصل النسبة إلى 70% بحلول العام 2050 (Blarowski, 2018).
من الواضح أن الإنسان يُهمل يوماً تلو يوم ما للطبيعة من فوائد على صحته العقلية، ولذا نلاحظ أن معدلات الإصابة بالأمراض العقلية أعلى بين من يقطنون المدن عنها بين من يقطنون الريف والقرُى.
أبرز التأثيرات الإيجابية لتمضية وقت في الطبيعة على الدماغ:
- تحسين مهارات حل المشاكل وشحذ القدرات الإبداعية: من هذه التأثيرات، أن تمضية وقتٍ بين أحضان الطبيعة يُحسّن من قدرة الفرد على حل المشاكل (Problem-solving skills) ويزيد من قدراته الإبداعية (Creativity skills). باحثون من جامعة لندن أخضعوا مجموعة من المبحوثين لتجربة فريدة، وأبقوهم في منطقة طبيعية دون السماح لهم باستخدام أية أجهزة الكترونية ولمدة أربعة أيام.. تبين أن أداء المبحوثين فيما يتعلق بالقدرات الذهنية تحسّن بما نسبته 50% بعد تمضية كامل المدة في الطبيعة.
- صقل القدرة على التركيز: من التأثيرات الإيجابية الأخرى لتمضية وقت في الطبيعة على الدماغ والوظائف المعرفية، تحسين قدرة الدماغ على التركيز المُثمر، ما أثبتته دراسة أجريت من جامعة ميشيغان الأمريكية، التي اختبرت مجموعتين من المبحوثين لأداء مهمات تتعلق بالذاكرة. طُلب من المجموعة الأولى أن تجول في طريقٍ عام ومكتظ وسط المدينة قبل أداء الاختبار، بينما جالت المجموعة الثانية من المبحوثين في منطقة طبيعية خضراء قبل القيام بالاختبار. اللافت أن نتائج الاختبارات أتت لصالح المجموعة التي مشت في الطبيعة بنتائج أعلى بـ 20% عن المجموعة الأخرى. علّل الباحثون هذه النتيجة بحقيقة قيام الدماغ البشري بمعالجة عدد كبير من المعلومات في المدينة المكتظة مقارنة بالمنطقة الطبيعية. ومن هنا، يُعتقد أن لتمضية وقت في الطبيعة تأثير إيجابي على القدرة الاسترجاعية للدماغ (restoration) (Berman et al., 2008).
- تعزيز القدرة على التعاطف وإبداء الاهتمام بالآخرين: تُظهر الدراسات في هذا المجال، أن تعريض أنفسنا للطبيعة يزيد من قدرتنا على التعاطف والاهتمام بالآخرين. بعد سلسلة من الدراسات، استنتج الباحثون أن تمضية وقت في الطبيعة يعدّل من قدرتنا على اتخاذ القرارات الأخلاقية، إلى جانب السلوكيات الاجتماعية الحميدة: مثل العطاء والتكافل مع الآخرين.
- تقليل الأفكار السلبية والوسواسية: يتعرض العديد منا إلى ثقل وحمل للأفكار السلبية المتكررة، والتي تتحول إلى وسواس مع مرور الوقت. المثير بهذا الموضوع، أن عدداً من الباحثين وجدوا أن الأفراد الذين يكثرون من التواجد في المدن المكتظة أكثر عرضة لمثل هذه الأفكار الهدّامة، مقارنة بمن يكثرون من التواجد في بيئات طبيعية.
- المساعدة في التخفيف من اضطراب فرط الحركة والنشاط الزائد لدى الأطفال: يعد اضطراب فرط الحركة والنشاط الزائد (ADHD) من أبرز الاضطرابات العصبية السلوكية لدى الأطفال.. ولمعرفة تأثير تمضية وقت في الطبيعة على هذا الاضطراب، أجرى عدد من الباحثين دراسةً على عدد من طلاب المدارس، عبر الطلب منهم أن يمارسوا نشاطات ما بعد المدرسة في منطقة طبيعية بين الأشجار والبحيرات. وكما كان متوقعاً، أظهرت نتائج الدراسة أن أعراض اضطراب فرط الحركة تضاءلت تدريجياً مع تزايد التعرض للبيئات الطبيعية وعلى امتداد فترة زمنية قصيرة.