كتب سامي كليب الإعلامي والمحلل السياسي البناني الشهير على صفحته على الـ Facebook: أول ثمن عسكري لسوريا مقابل التخلي عن الكميميائي ، بارجة أسلحة روسية تصل قريباً، والثمن السياسي لن يتأخر، والاتفاق الأميركي مع روسيا وطهران سيحمل مفاجآت كثيرة.
وقال: سورية وتركيا وأردوغان، وحين يقول أردوغان وأوغلو إنهما غيرا قواعد المواجهة مع سورية، فإما أن تركيا تشعر بأن الإتفاق الروسي الاميركي يهمشها، أو أنها اتفقت مع دولة خليجية على تصعيد المواجهة.

وفي كل الأحوال فإن خسارة أردوغان لسوريا تبدو صعبة الهضم داخليا، وسيستمر إذا بالتصعيد.
وقال: هل يحاولون قتل الاسد؟

ماذا نفعل بالرئيس بشار الاسد؟

هذه هي العقدة الأبرز في التفاهم الروسي الأميركي. موسكو تقول دعوا الشعب يقرر. واشنطن وحلفاؤها من تركيا إلى أوروبا إلى الخليج، يقولون يجب أن يكون رحيل الأسد شرطا لأي تسوية مقبلة للازمة السورية. وحتى إشعار آخر يبدو أن الرئيس السوري مصمم على الترشح مجدداً في العام المقبل، تاركاً قرار بقائه أو رحيله لاستفتاء شعبي أو لانتخابات.
في هكذا حالات يصبح قتل الأسد واحداً من الاحتمالات الممكنة.

لا شك إن الذين يفكرون بذلك يدركون أن في الأمر خطراً كبيراً. حلفاء سوريا الآن، وكذلك القسم الأكبر من القيادة السورية الحالية، وقسم لا بأس به من الشعب السوري يعتبرون أن بقاء النظام السوري هو من بقاء الأسد، وأان الارتباط عضوي بين الطرفين. يدرك حلفاء سوريا أيضاً، أن بقاء النظام هو سر بقائهم خصوصاً بعدما دخلوا في الحرب إلى جانبه من روسيا إلى إيران إلى حزب الله.
في آخر المعلومات أن اللقاء الأخير بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في 12 أيلول/سبتمبر الجاري، تطرق بالعمق إلى مستقبل الأسد.

طلب كيري من الإبراهمي محاولة إقناع الإيرانيين والروس بالضغط على الرئيس السوري لعدم الترشح عام 2014، مقابل البقاء هانئا حتى آخر ولايته وتخفيف الدعم العسكري للمعارضة المسلحة.

يعتبر وزير الخارجية الأميركي أن أي بحث في جنيف 2 والمرحلة الإنتقالية لا يمكن أ، يتم دون التحديد المسبق لمستقبل الأسد.
كان رد الإبراهيمي أنه في المرة الأولى وجد الأسد قابلاً لبحث هذا الاحتمال، لكنه حين عاد إليه بعد شهرين، وسمع كلاماً مفاده أن لا شيء يمنعه من الترشح، طالما أن الشعب يريد ذلك.

الإبراهيمي مقتنع بأن إمكانية فوز الإسد في الإنتخابات قائمة، ذلك أنه حتى الساعة، لا يوجد مرشح فعلي، يمكن أن يشكل تهديداً له. عدد من الدول الغربية مقتنعة بالأمر نفسه. يبدو أن هذا هو رأي الأميركيين أيضاً، لكنهم لا يزالون يراهنون على احتمال إعادة تلميع وتظهير صورة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب، الذي استقال من الإئتلاف سابقاً.
المعلومات المتوافرة تفيد أيضا بأن الاميركيين ومعهم بعض الدول الأوروبية والخليجية، يستمرون في البحث عن شخصية ذات ثقل معنوي، تستطيع أن تحل مكان الأسد.

إذا كان كل هؤلاء يفضلون الشخصية من صفوف المعارضة إلا أنهم لا يرفضون فكرة المجيء بقيادي من الطائفة العلوية نفسها، أو حتى من أهل النظام ذاته. المهم هو عدم إشراك الأسد في العملية الإنتقالية.

جرت محاولات عديدة لإقناع ضابط كبير بالإنشقاق لتسلم هذه المسؤولية أو على الأقل مسؤول سياسي رفيع، وفشلت المحاولات.
لعل السفير الاميركي السابق في دمشق روبرت فورد، الذي لعب ولا يزال دوراً محورياً في تسليح المعارضة، وفي تأليب أطراف سورية ضد الأسد، وفي جذب شخصيات من طوائف أخرى غير سنية إلى المعارضة، هو الساعي بخطوات حثيثة في الوقت الراهن، وبتنسيق مع دول غربية ومسؤولين خليجيين، للدفع باتجاه اتفاق المعارضة على شخصية تتمتع بشعبية جيدة، أو تكون عندها صفات كاريزمية، ولا تقلق الجيش السوري، بغية تقديمها كبديل عن الأسد.
جرى بحث مستفيض مع مسؤولين مصريين لعقد اجتماع موسع لمختلف أطياف المعارضة في القاهرة لهذا الغرض. مصر التي غيرت وجهتها بعد إطاحة الرئيس الأخواني محمد مرسي، وصارت أكثر تصلبا في معارضة أي تدخل خارجي، وربما أكثر تنسيقاً تحت الطاولة مع دمشق، لا تمانع بإيصال شخصية أخرى غير الأسد إلى السلطة إذا كان في ذلك ما يوقف حمام الدم.
وفي المعلومات أيضا، أن الأميركيين كانوا قد اقترحوا على الإيرانيين صفقة متكاملة تقضي بالبدء برفع العقوبات عن إيران، والمساعدة في تخصيب اليورانيوم بنسبة 5،3، وبإيجاد آلية تفاهم لإعادة تقاسم النفوذ في العراق، وذلك شرط إقناع الأسد بعدم الترشح والمساهمة في توسيع قاعدة النظام لبعض المعارضة، وغض الطرف عن التسوية السلمية الجاري العمل عليها بين الإسرائيلين والفسلطينيين.
يبدو أن الجواب الإيراني كان مفاده، أن النظام السوري خط أحمر، و
يقال أن مرشد الثورة الإيرانية (أو القائد وفق التوصيف الأحب على قلوب الإيرانيين) السيد علي خامنئي، يعتبر أيضا أن الأسد خط أحمر، وهذا أمر بات بحكم المسلمات الإيرانية في دمشق، وهو ينسحب أيضا على نظرة حزب الله إلى الأسد.
أطراف عديدة تريد قتل الأسد.

يُقال إن القصف الذي استهدف المسجد الذي صلى فيه مؤخراً كان يستهدفه شخصياً. بعض التقارير الدولية والإسرائيلية تقول إن بشار الأسد تخطى والده حافظ الأسد حيال دعم المقاومة.

الرئيس الراحل كان أكثر ميلاً للمناورة والإفادة من التناقضات الدولية بين السوفيات والأميركيين، ثم تقارب مع الأميركيين في الحرب على العراق من منطلق ترك الموجة تمر، وتمرير سياسته في سورية ولبنان.

يقال إن بشار الأسد ظهر منذ وصوله إلى السلطة مستعداً للقتال ضد إسرائيل، وأقل ميلاً للتفاهمات، ما لم تلب الطموحات السورية.

ظهر ذلك خصوصا حين زاره كولن باول بعد اجتياح العراق. ومع ذلك فإسرائيل والغرب قلقون من احتمالات ما بعد الأسد، وغرق سورية بالارهاب الذي سيمتد حكماً إلى المحيط، ما لم يتوفر شخص كاريزمي يستطيع جمع السوريين وإرضاء الجيش والمعارضة والمسلحين، وهذا شبه مستحيل.
لكن الآن، وبعد دخول الروس والأميركيين بتفاصيل صفقة لم تتوضح تماماً بعد، وإذا ما تبين بأن الأسد هو العقبة الوحيدة أمام هذه الصفقة، ألا يصبح احتمال اغتيال الاسد قائما أكثر من أي وقت مضى؟
لا شك إن كل ذلك يتعلق بصلابة الموقف الروسي، فموسكو أيضا تعتبر على الأقل حتى الآن، أن تعاظم دورها في الشرق الاوسط تحقق بفضل سوريا، وأن ذلك ما كان ليحصل لولا العلاقة الاستراتيجية مع الأسد التي نسجت بدقة منذ عام 2007.

موسكو، على الأقل حتى الآن أيضاً، تجاهر بضرورة أن يقرر الشعب السوري مصير الرئيس. هذا بالضبط ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين لمحادثيه الأميركيين وما قاله أيضا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حين زاره في أوج الأزمة السورية.
يقال إن نتنياهو سأله: لماذا لا تتخلون عن الأسد، أجابه بوتين بابتسامته الماكرة: اذهب وحاول أن تقنعه.
هل الرئيس الأسد يأخذ احتمال اغتياله بعين الاعتبار؟

لا شك في ذلك، لكن ظهوره المفاجيء بين وقت وآخر بين مؤيديه، يزيد الخطر الى حد كبير، خصوصاً في هذه المرحلة، ذلك أنه في زمن الصفقات يصبح كل شيء مباح. يُقال إن أحد اهداف العدوان الاميركي على سوريا كان قتل الأسد ولو عن طريق (الخطأ المتعمد)، أو تسهيل وصول مقاتلين مسلحين بدعم مباشر من كوماندوس غربي إلى مكانه.. تبين أن الأمر شبه مستحيل، فالإجراءات الأمنية حول الرئيس، والتشاور المستمر مع الروس والايرانيين وحزب الله حول أفضل طرق الحماية أثبتت نجاعتها، لكن الرئيس يبدو في بعض المرات غير ملتزم بكل هذه التعليمات.. وربما هذا خطأ فادح الآن وفق ما يقوله بعض أنصاره.

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار