الممثلة السورية الكبيرة غادة بشور وقعت أمس ضحيّة أفراد هذا المجتمع، الذين يسخرون من كلّ شيء سوى من قباحاتهم. متناسين كلّ ما أبلوا أنفسهم والآخرين به من خسارات مدويّة، بسبب رجعيتهم وفسادهم وغبائهم.
نشرت غادة صورةً جمعتها بشقيقتها، كلاهما ظهرتا عفويتيْن، تبتسمان للكاميرا الأماميّة، لا حدود بعيدة بينهما وبين العدسة، قريبتان من القلوب التي تعرف الحبّ لا الحقد، الطيبة لا التنمّر.
جميلتان كيفما تكونان، أحببنا صورتهما التي شرحت عمق علاقتهما الإنسانيّة، وكيف أنّ غادة ورغم شهرتها الواسعة كواحدة من أكثر ممثلات سوريا احترافًا ونجاحًا وصعودًا على سلم التفوّق، لم تبتعد عن أفراد أسرتها الصغيرة، بل تمسّكت بعلاقتها بهم أكثر.
لكنّ البعض من المريضين، المهزوزين نفسيًا، الحاقدين، الملوّثين برواسب شيطانيّة، أصحاب الأرواح السوداء، كتبوا تعليقات يسخرون من وجهيْ غادة والشقيقة، ولو أنّهم يتجرأون فينشرون صورهم الشخصيّة، لنرى منسوب الجمال الخارق الذي منحهم إياه الله!
هؤلاء الحقيرون، ماذا نقول عن دناءة ألفاظهم وسفالة سلوكياتهم!
أو أنّهم يظنّون أنفسهم قادرين على جرح غادة القويّة بشخصيّتها، الشفافة بتعاطيها مع الآخرين، صاحبة الطاقات الإيجابيّة، التي تصدّر الحبّ لا سواه؟
إقرأ: غادة بشور ورسالة لبشار الأسد – صورة
هي القوية وهم الضعفاء في أرواحهم وحياتهم، فمن يكره ويعتدي بسفالةٍ على الآخرين، لا يُسعد في حياته، بل يُشفق عليه.
بل نشفق على أمةٍ، لم تقرأ ماضيها، ساهمت بتدمير حاضرها، وتكرّس مستقبلًا بائسًا لأطفالٍ، لا تترك أمامهم أي فرصة للتغيير!
عبدالله بعلبكي – بيروت