أطلت الممثلة السورية سلافة معمار ضيفة على برنامج المقدّم السعودي علي العلياني (مجموعة انسان)، وليتها لم تطل ولم تعقّب ولم تتحدث، لأنها سقطت بكافة المعايير.
الأستاذة التي احترمناها وشجعناها وأشدنا بأدائها وأعمالها وتخطينا معها حاجز الجنسية لأننا لا نقيد الفن بوطنٍ ولا لونٍ ولا طائفةٍ، قالت إنها غير نادمة على توصيف الممثلات اللبنانيات بالجميلات اللواتي مهما اجتهدن لا تستطعن سوى الوصول إلى نوع واحد معين من النجومية فقط، ولا تتمكنّ من لعب جميع الأدوار المركبة أو الصعبة.
سلافة ادعت إنه يمكنها الحكم على أدائهن، كونها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية أي فنانة أكاديمية، وعممت حكمها على كل ممثلات لبنان ولم تحدد فئة معينة أو تستطرد بأمثلة ونماذج، متناسيةً معاهدنا وجامعاتنا التي تخرج أفضل الممثلين والممثلات والمخرجين والكتاب والمصورين في العالم!
نظّرت علينا وعلى المشاهدين الذين تفاجأوا بكلامها الجارح بحق ممثلتين لمعتا وتألقتا ولطالما أشادتا بنجوم بلدها، وحددت أنواع وأصناف من النجومية، فرأت نفسها ممثلة محترفة واللبنانيات عاديات ربما تزداد شهرتهن، لكنهن تبقين أقل تصنيفًا منها، ولا تصلن لصفها.
حكت أمس بتعالٍ واضحٍ أظهرته لغة جسدها، نظراتها التي حملت حقدًا لم نفهمه ضد اللبنانيين، ردت على سيرين عبد النور التي لطالما عهدناها أنيقة بأحاديثها التلفزيونية والتي احترمت قيمتها وموهبتها والتي حاولت أن تحميها وشككت أن تكون قصدتها أو قصدت أي لبنانية جميلة، لكن كان هم سلاف أن تؤكد على ما اتهمت به اللبنانيات وكان كل همها أن تنفي معلومة إنها تقيم في لبنان، وكأن السكن فيه أصبح عارًا بينما يقيم فيها 2 مليون من شعبها النازح إلينا.
سلافة سقطت أمس، بعدما اتهمت الصحافة اللبنانية بمحاربتها، ولا نعرف إن كانت تنتظر منا مثلًا أن نصفق لها وهي تهين الممثلة اللبنانية وتقلل من شأنها، وتجاهلت ذكر إيجابيات الدراما اللبنانية وتطور أداء الجميلتين سيرين ونادين نجيم، ثم متى أصبح الجمال عيبًا ليعايرونا به؟ ومتى كان لزامًا على الممثلة أن تكون قبيحة؟
ادعت إنها كانت سترفض دور (روبي) التي لعبته سيرين عبد النور لو عُرض عليها، لتستخف بمجهود بطلته التي ساهمت بشهرته عربيًا وبتحقيقه نجاحات واسعة آنذاك، ونسألها: هل كانت لتنجح به لو لعبته كما نجحت سيرين؟
سيرين بالمقابل ومعها نادين كما كل ممثلات لبنان التي لم تحدد أسماءهن، بل شملت الجميع كما يفعل المراهقون لا المثقفون، لا تستطعن برأيها لعب أدوارها الصعبة مثل دورها في مسلسل (زمن العار)، لتقيد موهبتيهما اذًا بالأدوار البسيطة، وتتجاهل إنهما لعبتا أصعب الأدوار وأكثرها غوصًا بالمشاكل والآفات النفسية.
في لبنان محترفات ولدينا يا (ست) سلافة ورد الخال الجميلة التي أثبتت موهبتها وأبهرت الجميع بأدائها ونافست ابنة بلدك الأكاديمية أيضًا سلاف فواخرجي في (أسمهان)، ورولا حمادة المخضرمة التي كسبت احترام العرب وتقديرهم لمسيرتها الرائعة، تقلا شمعون التي أدت أصعب الأدوار، كارمن لبس التي تجيد لعب جميع أنماط الشخصيات وغيرهن، لكن الفنانة السورية المثقفة والمطلعة لا ترى سوى ما يحلو لها!
في سوريا، ممثلات متطفلات ومتسلقات وعديمات الموهبة، تصلن إلى النجومية من أمام باب غرفة نوم منزل المنتج، لم لا تنتقدهن سلافة الأكاديمية وغيرها من الممثلين السوريين.
عبدالله بعلبكي – بيروت