يعاني لبنان من انهيار اقتصادي كبير لم يعشْه منذ تأسيسه، بسبب سرقات حكام الطبقة السياسية، التي دامت لمدة ثلاثين عامًا ولا تزال مستمرة حتى تاريخ كتابة هذا المقال.
اللبنانيون انتفضوا على حكامهم الحقيرين والفاجرين بـ ١٧ تشرين الأول من العام السابق، لكنهم خُونّوا وضُربوا واعتُقلوا بعدما طالبوا بأدنى حقوقهم.
عوضًا عن استرجاع الأموال المنهوبة التي سُرقت من جيوبهم، اقترح ساسة لبنان العديد من الحلول البديلة التي تعيدنا كما وصف البعض إلى العصور الحجرية.
بدءً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي نصح بتناول البرغل، وصولًا إلى أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي دعا إلى الزراعة.
الممثل الهندي سلمان خان نشر صورةً له أظهرته مُلطخًا بالوحل بعدما زرع مزرعته كما ساعد أهالي قريته (إندور) على زراعة أراضيهم.
سلمان ممثل كبير وليس مزارعًا أو فلاحًا، لكنه يحبّ الزراعة ويمارسها كهواية.
لم يقلّل هذا من شأنه مطلقًا، لذا لا نفهم لمَ استسخف بعض اللبنانيين طرح السيد نصر الله المهم جدًا.
إقرأ: ممثل لبناني يسخر من السيد نصر الله: رجعونا للعصر الحجري!
رأينا الكثيرين يقولون: (أنا طبيب كيف أزرع، أو أنا مهندس كيف ألوّث ثيابي بالوحل، أو أنا موظفة كيف أفلح الأرض)..
الزراعة لا تقلّل من شأن أحد، بالعكس تساهم تدريجيًا بتحوّل النظام الاقتصادي في لبنان من ريعي إلى منتج.
لكن سلمان أيضًا لم يُنهب ماله ولم يُذلّ على أرضه، ولم يُطلب منه أن ينسى كل ما سُرق منه ويبدأ من جديد!
سلمان مواطن هندي حقوقه مؤمنة، أما اللبنانيون فحقوقهم مهدورة فكيف يثقون بعد الآن بطرحٍ واحد لأحد ساستهم؟!
فلتعد الأموال المنهوبة أولًا فنشتري كلنا أراضٍ صغيرة وننتهي من همومنا وديوننا، وحينها نفعل مثل سلمان خان وبكل فخر على أراضٍ نعلم أنها لنا، لا تُصادر من لصوص هذا الوطن!
عبدالله بعلبكي – بيروت