منذ أسابيع قليلة، بدأتْ الممثلة المصرية سمية_الخشاب دخول ساحة (تويتر)، فالتواصل مع الآلاف من عشاقها، والرد على كلّ محبٍّ أراد معرفة المزيد عنها أو التعبير عن حبّه لها، ما يكلّفها الكثير من الوقت الذي لا تنزعج تسخرّه مع جمهورٍ وفيّ لها.
إقرأ: سمية الخشاب: موسى من أحلى مسلسلات تاريخي الفني!
سمية الطيّبة نعرفها من أنبل الشخصيات في مصر، وأكثرها صدقًا وحبًّا للآخرين، لا تحقد ولا تحسد، ولا تعتدي ولا تهوى المناكفات، راقيّة، وتمتلك مواصفات إنسانيّة وأخلاقيّة رفيعة تفتقر إليها أخريات في مصر وخارجها.
لذا نشجب تعرّضها لاعتداءٍ سافل من أحد سخفاء (السوشيال ميديا)، من الذين لا يقدّمون لأمتهم لا شيء سوى القرف، وعوضًا عن نشر ثقافة الحبّ، يهوون التسلق على ظهور الآخرين، والسخرية منهم ليتحوّلوا بذلك إلى أشباه مهرجين، وليّتهم كذلك، فالمهرّج أحيانًا يجعلنا نضحك عليه، أما هؤلاء فلا شيء يشعروننا به، سوى الاشمئزاز.
أحدهم كتب: (مرحبًا يا ملكة، إن كنتِ صبيًا ما كنتِ تودين أن تصبحي: في الأعلى أو في الأسفل؟).
هذا التفسير الدقيق لما كتبه ذلك التافه، وهكذا يفهمه أي نبيل لا يسيء فهم النوايا كسمية.
لكنّ نواياه الخبيثة ألمحت إلى شيء آخر، فقصد في الأعلى (الموجب) أي الذي يمارس الجنس (يَنكح) من المثليين جنسيًا، وفي الأسفل (السالب) أي الذي يمارس الجنس (يُنكح) من المثليين.
حقارةٌ لا يمكن أن تُوصف من مريضٍ بدا مثليًا يعاني صراعات مريرة في حياته، حوّلته إلى بائسٍ ساخرٍ تافهٍ سطحيّ بلا مضمون أو قيمة.
سميّة لا تعتمد نواياه بل نواياها، فردت: (مش لازم أكون صبيًا عشان أكون التوب عشان الراجل زي الست فكل حاجة، بس بحاول اشتغل على نفسي على قد ما بقدر عشان أكون التوب فشغلي وحياتي).
(التوب) عند سمية يعني الصدارة، النجاح المُطلق، تحقيق أكبر التفوّقات والإنجازات، بهذا الفكر العظيم اللا محدود تتمتع، خاليًا من أي عقد نفسيّة أو كبت جنسي.
عكس الآخر الذي لا يفكر سوى بالجنس، بعقلٍ محدود مقيّد بالأمراض النفسيّة.
سمية نحترمها أكثر رغم سخريّة بعض التافهين من إجابتها، فرغم دخولها ساحة فنيّة فيها الكثير من العيوب والاضطرابات والعلاقات المشبوهة والتنازلات القذرة، لا تزال تتمتع بخاصيّة تثبت أنّها لم تقدّم تنازلًا يومًا: البراءة المُطلقة والنادرة في زمننا.
تترك النجمة المصرية الأنيقة روحًا وشكلًا النكاح المُقزّز الغزائزيّ الحيوانيّ الشهواني المقيت البعيد عن الحبّ، لمثل متابعها وغيره من المكبوتين.
أما هي فتعمل وتجتهد وتنجح وتقدّم لمجتمعها فنًّا جيدًا به رسائل قيّمة ومفيدة وهادفة.
عبدالله بعلبكي – بيروت