كنتُ كتبتُ عن الفنانة العراقية رحمة رياض أحمد التي فاجأتني بثقافتها الموسيقية الواسعة أثناء جلوسها على كرسي لجنة تحكيم برنامج (عراق أيدول)، النسخة العراقية لبرنامج (آراب أيدول)، والذي تنتجه أيضًا شاشة (أم بي سي).
هنا التفاصيل: إقرأ: رحمة رياض أحمد فاجأتني ولهذا أتراجع عن موقفي! – فيديو
رحمة يجلس جانبها الفنان العراقي حاتم العراقي وسيف نبيل.
حاتم من كبار فناني العراق وملحنينه، لذا من الطبيعي أن يعلّق بمهنية على أداء الهواة.
لكنّ سيف بالمقابل يتوه بكلماته، لا يعي كيفية توجيه الهواة بالملاحظات المفيدة، ليسقط إذًا بامتحان لجان التحكيم، كما العديد من النجوم العرب الذين لم ينجحوا بمهامهم بتقييم الآخرين، كما بأعمالهم الشخصيّة.
علمًا أنّنا لا نعرف كثيرًا عن سيف نبيل سوى ما يُقال عن عشرات الملايين من المشاهدات التي تحصدها أغنياتها العراقية، عكس رحمة التي تنال الأرقام نفسها لكنّها تحظى بشهرة واسعة في لبنان وبقيّة الشرق العربي، أسّس بساطها أولًا برنامج (ستار_أكاديمي) بموسمه السابع.
بإحدى مقاطع البرامج، يحاول سيف تلطيف الأجواء وتوجيه ملاحظة لمشتركة، تمحورت حول ضرورة خسارة العديد من الكيلوغرامات من وزنها.
متجاهلًا الحديث عن أدائها بتفصيلٍ حرفيّ واحد!
متجاهلًا التعقيب على الطبقة الموسيقية التي اعتمدتها بالغناء، أو مدى براعتها باللون الذي أدته أو عدم نجاحها به مثلًا!
تعليق من عشرات التعليقات التي ينطقها سيف، وكلّها تدور حول أشكال المشتركين وحضورهم..
ما يجعل برنامج (عراق أيدول) يتحوّل بوجود (خبير الأزياء) سيف لا (الفنان)، إلى ما يشبه الـ (عراق موضة أيدول) أو (عراق مشن فاشن)!
عكس رحمة التي تصغره سنًّا، لكنها تعقّب بذكاءٍ وتحلّل بثقافةٍ موسيقيّة جليّة اكتسبتها خلال سنوات.
أما حاتم فيذكّرنا بهدوء ووقار القصير كاظم_الساهر الذي يُصنّف أكثر الناجحين بلجان التحكيم التي ضمّت فنانين.
بعدما كانت لجان التحكيم تضمّ المتخصّصين، فتخرّج برامجهم أفضل الفنانين وأكثرهم حضورًا على الساحة الفنية!
من ينسى (سوبر ستار) الذي أشرف على لجنته الموسيقار الكبير الراحل إلياس الرحباني مع الملحن الكويتي المثقّف عبدالله القعود، وخبيرة الأزياء الرائعة تونيا مرعب؟
برنامج خرّج ملحم_زين ورويدا عطية وديانا كرزون وسعد المجرد ورحمة رياض (بالموسم الثاني منه مع شذى_حسون) أيضًا، كلّها أسماء صنعتْ مسيرات متنوّعة وناجحة وتركت بصمات عالقة في الأذهان!
هنا أذكر تونيا مرعب التي وجّهت دومًا نصائح عديدة لديانا كرزون بضرورة خسارة وزنها، لكنّ بعدما أدلتْ بآراء حول خامة صوتها الجميلة وأسلوب غنائها الحسّاس، كأي خبير موسيقي كبير!
لكن مع تعليقات سيف السطحية، بتنا نشعر وكأنّ تونيا الفنانة لا هو!
فنحنُ في زمنٍ لا يقرأ به الفنان ولا يطلّع ولا يطوّر شخصيته وقدراته وثقافته الموسيقيّة، ليكتفي بما يُحقق من (أرقام) عبر (السوشيال ميديا)!
عبدالله بعلبكي – بيروت
https://twitter.com/sarah2hussein98/status/1363274446170189824?s=21