تسلم الروائي والصحافي شاكر خزعل جائزتين قبل يومين في حفل ضخم في لوس أنجلوس من الجمعية العالمية Order of Saint Lazarus التي خصصت جوائزها هذا العام للشخصيات التي اهتمت بأعمال الخير لكن سرعان ما انتشر خبر يقوّص على الفلسطيني الكندي شاكر متهماً الجمعية بأنها ماسونية وأنه منها أو يتعامل معها.
كان لنا معه الحوار التالي:
شاكر خزعل أنت متهم بأنك استلمت جائزتين.. جائزة تقديرية لك وأخرى للراحل Baldev Duggal الذي كنت تمثله ولا تزال؟
صح، هو طلب من بعد وفاته، أي وفقاً للوصية التي كتبها، أن أتسلّم عنّه أي جائزة أو أي مهرجان.
هل كتب في وصيّته شيئاً آخر يمكننا أن نعرفه؟
بما أن جثّته حرقت، فقد طلب أن يُنثر رماد جسده نصفه في نيويورك – أميركا والنصف الآخر في الهند مسقط رأسه..
وهل هناك شيء آخر؟
(يضحك) أتريدين أن أقرأ لكِ الوصية؟
اذاً أنت تتكتم عن بعض البنود التي جاءت في وصية الراحل الميلياردير الأميركي والذي عاش طوال حياته في أميركا.. أنت متهم الآن بأنك ذهبت إلى جمعية ماسونية “وقامت القيامة” لأنك شاب فلسطيني ناشط تدافع عن حقوق اللاجئين، وكاتب عربي حتى لوكنت تملك جنسية كندية.
اسم الجمعية هي Order of Saint Lazarus
(أقاطعه) أي القديس لازورس؟
نعم هي اسم قديس ولا أعرف كل قصّته، ولكن Saint Lazarus كان من أتباع السيد المسيح.
وكيف تكون هذه الجمعية ماسونية وهي تحمل اسم القديس Lazarus؟
حفل الـ Saint Lazarus أقيم في لوس أنجلس وقد قدّمت هذه الجمعية بالتعاون مع البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما مجموعة من الجوائز لبعض الوجوه. تاريخ هذه الجمعية يعود للقرن الحادي عشر تأسست في القدس فلسطين، ومن أهدافها الإهتمام بالشؤون الخيرية، وبعد سنوات أصبح لهذه الجمعية مقراً خاصاً في مالطا بالإضافة إلى عدد من البلدان الأخرى. يجولون العالم كلّه ويقدّمون هذه الجوائز وكل عام يطرحون قضية مهمة تتناول مجتمعاً محدداً، وهذا العام قضيتهم كانت عن اللاجئين.
لم حصل الراحل مالديف دوغال على الجائزة؟
الراحل الكبير مالديف دوغال كانت جائزته من البيت الأبيض أي من الرئيس باراك أوباما تحديداً.
من الرئيس باراك أوباما؟
نعم واسم الجائزة Lifetime Achievment، وقد قدّر البيت الأبيض دوغال على مسيرته الكبيرة التي قدّمها لأميركا.
ما هي هذه المسيرة؟
مسيرة قرون من الإنجازات التي قام بها على مدار حياته.
في أي عام بدأت وظيفتك مع مالديف، وهي عبارة عن ماذا؟
كنت المتحدث الرسمي والوجه الإعلامي لكل الشركات التابعة له. وساعدني كثيراً في طباعة إصداراتي الخاصة أو كل كتبي، وطبعهم عنده في الشركة.
أي أنت استلمت جائزة من جمعية Saint Lazarus التي نالها من باراك أوباما وجائزة أخرى نلتها أنت؟
جائزتي كانت تقديرية عن المقالات التي كتبتها هذا العام عن اللاجئين السوريين في الـ Huffington Post. بين أعضاء هذه الجمعية هناك أناس ينتمون إلى الماسونية، والقسم الآخر ينتمون إلى ديانات مختلفة، وكان من بينهم خورياً من دمشق اسمه (فؤاد صايغ). وهو بكلمته عرّف عن نفسه بأنه سوري وقد تم انتخابه من قبل البابا ليقود كنيسة لوس أنجلوس Saint Anna. وقال الخوري في كلمته أن الحرب في سوريا ليست حرباً أهلية لكنّها حرب أجنبية فيها 300 ألف مقاتل أجنبي.. فهل هذا الكلام يسمح به محفل ماسوني؟
إذا الجمعية ليست ماسونية؟
أعضاء منها تابعون للماسونية ولكننا في بلد ديمقراطي، وأقصد أميركا، ولهم الحرية بأن ينتسبوا إلى أي عقيدة يريدونها.. أنا لا يمنعون عني إسلامي فكيف يحق لي أن أمنع عنهم حريتهم في أن يكونوا ما يريدون أن يكونوه؟
أفهم أن هناك أشخاصاً أو أعضاء من الماسونية ولكن هذا ليس دافعاً لأن نقول بأن الجمعية ماسونية؟
طبعاً أكيد.
وكلمتك التي سمعتها مسجلة كانت مؤثرة جداً ولا يوافق عليها الماسونيون ولا يسمحون بها؟
صح. عندما استلمت جائزتي من الجمعية والبيت الأبيض، تحدّثت عن اللاجئين الفلسطنين في لبنان، وقلت أن علينا أن لا ننساهم أبداً حتى بعد 68 عاماً على خروجهم من وطنهم فلسطين، واليوم وبعد الأزمة السورية نسينا معاناة هذا الشعب الفلسطيني. كما تحدثت عن الحقوق المنتهكة للفسطينيين في لبنان الذي لا ألومه أبداً بسبب مشاكله، ولكني ألوم المتجمعات الدولية التي أدت بـ 400 ألف فلسطيني لأن يكونوا مشردين خارج وطنهم. هذه الجمعية ليست لها علاقة بالكيان الصهيوني ولا بالماسونية أبداً وكل تحليلات من يحللون كاذبة وليست حقيقية. وفي الوطنية لا يمكن لأحد أن يزايد عليّ أو أن يتفلسلف فكل عائلتي معروفة من هي وأبي أيضاً معروف من هو.
من حصل على الجوائز أيضاً؟
الطفل Christian Ganiere هو أصغر مقدّم في جوائز الـ Emmies Award على مدار تاريخ هذه الجائزة، وقد حصل على جائزة تقديرية عن الأعمال الخيرية التي قام بها.
ما هي نشاطاته الخيرية هذا الصغير؟
يتبرّع بجزء من الدخل الذي يجنيه من الإعلانات أو الأفلام لأطفال السرطان في أميركا، وهناك أيضاً Zoe Wilde كانت راهبة بوذية ومن بعد وفاة والدتها ورثت كل الثروة عن والدتها وصرفتهم على اللاجئين السوريين في اليونان.
أكيد؟
نعم جلست على الحدود التركية اليونانية وكانت كلما يصل قارب من اللاجئين تأخذهم وتشتري لهم Ticket الرحلات بالإضافة إلى الثياب.
هل أنفقت كل مالها على اللاجئين؟
نعم أنفقت كل ثروتها على اللاجئين السوريين وبعد ذلك بادر أصدقاؤها فأرسلوا لها مبالغ أخرى، كما أنشأت جمعية أيضاً لمساعدة اللاجئين. أهم ما حصل في هذا الحفل هو أنني تحدّثت عن القضية الفلسطينية. أنا لا أعرف كثيراً عن الماسونية ولم أقرأ عنها.
الماسونية لا تعترف بأي دين مثلاً، فكيف يكون اسم الجمعية Saint Lazarus ويتهمونها بالماسونية، أني أسأل فقط ولا أجزم؟
حتى من قال عن هذه الجمعية بأنها ماسونية، أجزم أنهم لا يعرفون ماذا تعني الماسونية.
هل تشعر بأن هناك حملة منظمة ضدك بعد وفاة دوغال؟
دوغال فضّلني عن أولاده فيما خص الوصية، ومن المؤكد أن هناك كراهية كبيرة من أولاده ولهم علاقاتهم الخاصة “ومن واحد لواحد بتكبر الخبرية”. مقرّبون مني عاتبوني كيف استلمت الجائزة من تلك الجمعية (يبتسم ويهز برأسه آسفاً)
عرفت أن والدك حزن جداً منك!
لا ليس والدي لكن ابن عمّي هو من أثار هذا الموضوع داخل العائلة، واتصل والدي ليستفسر لا أكثر، وشرحت له كل القصة.
أخيراً كنت تعمل على الرواية الرابعة.
الرواية شارفت على النهاية وهي بعنوان Tale of Tala، تتحّدث عن فتاة اسمها فاطمة كانت منضمة إلى داعش مع زوجها في سوريا، وبعد ذلك تقرر الهروب منهم وتسافر إلى أوروبا. وعلى الحدود الأوروبية تعرّف عن نفسها بأنها (تالا) وليست (فاطمة) كي يسمحوا لها بالدخول، وفيما بعد تصبح هذه الفتاة (بنات هوى).. والقصّة تطول
آه يبدو أنها جميلة جداً.. سأترجم هذه الرواية للعربية.. هذا وعد.
وهذا فخر لي
نضال الاحمدية Nidal Al Ahmadieh