في الموسيقى، قدّمت شذى_حسون نمطًا ذكيًّا مزجتْ به المواكبة السريعة لذائقة الأجيال الحاليّة، بالغناء الجيّد المُجرّد من الانحطاط.
(كلمة حلوة) باللهجة المصرية لأول مرة، تحقّق نجاحًا مع زميلها في ستار_أكاديمي المصري محمد قماح، لتنتصر صداقتهما لمدة ١٤ عامًا، في زمنٍ بشع يصرّ على تفريغنا من كلّ القيّم.
شذى وقماح صورة رائعة عن زمالةٍ وصداقةٍ من (ستار أكاديمي)، لم تهزّها الرياح المتقلّبة في الوسط الفنيّ.
بأسلوب داليديّ، أي أقرب إلى الفنانة العالمية العظيمة الراحلة داليدا، غنتّ شذى بخامةِ صوتها التي لا نزال نسمعها من الأجمل عربيًا، لا عراقيًا فحسب.
غنّتْ وقدّمت لونًا جديدًا، وبالإيقاعات السريعة انتقلتْ ضمن الأغنيّة إلى أسلوب أشبه بالـ(الراب)، أما زميلها محمد فشاركها الأسلوب نفسه، لا الغناء.
الكليب لذبيان سعد يتضمّن جنونًا بصريًّا مُكلّلًا بالإبداع، وخروجًا عن الروتينيّ إخراجيًّا.
الألوان واللقطات والتأثيرات المرافقة لإيقاعات الأغنية، كلّها تقدّم ذبيان كواحدٍ من المخرجين الواعدين في عالم الفيديوكليبات.
نرى شذى بمظاهر مُتعدّدة بين الشعر القصير نسبيًا والطويل، والفستان الأحمر والمساحيق الفاقعة، فيما يتغيّر لون شعرها للأشقر، وتعتمد لون شفاه غريب النمط، هنا يجلس قماح أمامها، تلعب بنظراته الشمسيّة، تلامس وجهه بشغفٍ، برسالةٍ مفادها مطالبته إياه الاهتمام بها كما تنصّ كلمات الأغنية.
العمل يناقش جدليّة مستمرّة بعلاقة الرجل والمرأة في مجتمعنا الشرقيّ، فتطالب المرأة بالاهتمام العاطفي، فيما يبرّر الرجل عدمه، بانشغالِه المستمر من أجل إسعادها وتأمين كلّ ما ترغب به.
بالتعليقات أي بالتفاعل الشعبيّ، الآراء متنوّعة، غالبها جيّد، ما يعني النجاح الذي وّثّق أيضًا بوصول (كلمة حلوة) إلى مليون خلال ٣ أيام فقط.
الدليل هنا جليل أيضًا على عودةٍ قويّة لشذى، التي تنطلق في مصر، بأرضيةِ متينة لفنانة بنتْ أرشيفًا، وقدّمت مسيرةً غزيرةً بالأعمال الجيّدة الناجحة في لبنان والعراق والخليج، ومعها مهرجانات كُبرى ولقاءات وتعاونات مع كبار النجوم، لعلّ أهمها مع الموسيقار الراحل ملحم_بركات بأغنيّة (لو ألف مرة).
تعاونٌ أثقل أرشيفها الفنيّ، لذا نبرّر لها ثقتَها بنفسها عندما تقرّ بنجاحها ونحن نعترف لها به، ونطالبها أن تستمّر جاهدةً على تقديم أفضل الأعمال، وعدم الغياب مُجدّدًا أو الابتعاد عن الساحة لأي أسباب شخصيّة كانتْ أو غيرها.
(كلمة حلوة) من كلمات رمضان أبو زيد، ألحان وتوزيع محمد قماح، مكس وماستيرنغ خالد رؤوف.
عبدالله بعلبكي – بيروت