شربل خليل من أكثر الأسماء التي أحدثت انقسامًا في لبنان بين مصفّق لمواقفه المؤيدة للتيار الوطني الحر الذي يمثّل العهد أو السلطة الحاكمة، ومعارض لأسلوبه المستفز الذي يستخدمه لتشويه صورة الثورة وإفراغها من مضامينها والاكتفاء بنشر الأخطاء التي تحدث متناسيًا كل الإنجازات التي بدأت تتحقق، ولولا انتفاضة اللبنانيين التي اندلعت شرارتها في ١٧ تشرين لبقينا تحت رحمة زعماء وأمراء الحرب والفساد.
ما يقوله شربل يمثله وله الحق أن يؤيد من يشاء، لكنه عندما يجتاز حدود المنطق والعقل، فهنا يجب الرد عليه بالمنطق والعقل وبعيدًا عن لغة الاستفزاز والشتائم التي بات يستخدمها بعد الثورة، رغم أنه من المهذبين أو كما نعرفه من الخلوقين والذين كانوا أول من حاربوا الفساد في برنامجه، وتعرض لحملات تخوين واعتداء ممن يشجعهم اليوم بوجه الثائرين.
الكاتب والمخرج اللبناني أعاد تغريد منذ قليل ما كتبه أحدهم، يزعم إن أشرف شريفي والنائبة بولا يعقوبيان يقفان خلف أعمال الشغب في بيروت، وهذا ما لا يصدقه أي عاقل فكيف لبولا تحديدًا أن تدير مئات آلاف المواطنين من الموجوعين والمضطهدين، ومن أين لها كل تلك القدرات الخارقة لتحرّك شوارع في بيروت والشمال وحتى الجنوب أي معاقل الثنائي الشيعي المتمثّل بحزب الله وحركة أمل؟
بولا النائبة الوحيدة التي حاربت الفاسدين في مجلس الفساد منذ انتخابها، وفضحت صفقاتهم المشبوهة ولم تنجح في إيقافهم، ولولا الثورة لاستمروا في محاصصاتهم المريبة، فكيف أصبحت الآن صاحبة النفوذ الأكبر في الشارع وهل ما يعيد تغريده شربل يقنعه أو لمجرد الاعتداء عليها لأنه كغيره من المنتمين للتيار الوطني الحر يكرهونها لأنها نشرت فساد رئيس تيارهم جبران باسيل وأحرجته وأظهرت ازدواجيته وأعلنته أمام الجميع زعيمًا كالآخرين من أمراء الحرب، جديدًا لكنه غرق أيضًا في وحل الفساد وخدع مناصريه بالشعارات الواهية؟
هذه التغريدة التي أعجب بها شربل وتخلو من أي منطق وورد فيها: (بس القوى الامنية تعتقل اشرف ريفي وبولا يعقوبيان وتكبن بالحبس بتنتهي اعمال الشغب بوسط بيروت).
إن كان رئيس تيار المستقبل وصاحب أكبر عدد من الحصص النيابية عن محافظة بيروت بدوائرها الثلاث وممثل الطائفة السنية التي تشكل غالبية سكان العاصمة سعد الحريري عجز عن ردع الغاضبين في وسط بيروت، فكيف يتهمون بولا بإدارة تلك الحركة الشعبية؟ وإن كانت فعلًا من تقف خلف هذه الثورة العظيمة، فهذا يرفعها ولا يقلل من شأنها أبدًا، وتستحق تمثالًا على تحفيز شعب كامل على إسقاط زعماء محتالين وحقيرين ولا يستحقون أن يحملوا جنسية وطن عظيم كلبنان أساسًا!
عبدالله بعلبكي – بيروت