حلت إليسا ضيفةً على جريدة (النهار)، وقالت إنها لا تفضل أي من السياسيين الذي حكموا البلاد لثلاثة عقود وتعدهم جميعهم من الفاسدين ولا تستثني أحدًا منهم.
وقالت إن رئيس الجمهورية ميشال عون الأبعد عن خطها السياسي، وتابعت: (أتمنى أن أراهم كلهم في السجون قريبًا).
إليسا لم تستثنِ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي كانت تؤيده قبل ثورة ١٧ تشرين الأول، ما يعني حقًا أنها صادقة وخلعت العباءة الحزبية وتمارس شعر (كلن يعني كلن) كغالبية اللبنانيين، ولا تنافق كغيرها من الحزبيين الذين يزعمون أنهم مع الثوار لكن عندما يتناولون اسم زعيمهم، يجن جنونهم ويفضحون أنفسهم.
الكاتب والمخرج شربل خليل لم يرد على إليسا في السياسة كما يجب، لكنه لم يعتدِ على شرفها كما فعل المحلل السياسي جوزيف أبو فاضل، وكتب يسخر منها: (إذا بتقري متل ما بتغني، ماكسيموم بدك دفتر تلوين وأقلام لتخربشي..).
شربل قصد أن إليسا لا تعرف كيف تغني، لكننا لا نعرفه ناقدًا موسيقيًا كبيرًا يمتلك خبرة تخوّله أن يقيّم الأصوات ويحدد من يتقن الغناء ومن لا.
شربل ليس وليد غلمية أو أستاذًا في المعهد الموسيقي، بل كاتبَ مسرح كاريكاتوري أو كوميدي أو تهريجي، ولم نرَ الكثير من أعماله سوى بضعة برامج ساخرة نقدت السياسيين، وفجأة تحول بعد الثورة إلى ناقدٍ للشعب!
ليس من مهمة المخرج المؤيد للسلطة أن يقيّم أداء إليسا لأنها من أهم مغنيات الشرق العربي، إلا أن اعتقد أن الملايين من مستمعيها لا يفهمون في الفن ونحن منهم، وفي الحالة هذه يهيننا جميعًا فمن من العرب لم يستمع يومًا لأغنية لها؟
أما إن قصد أنها غبية وغير مثقفة وليست بمستوى تعليمي يؤهلها لطرح قناعاتها، مع أننا نعرفها شخصية واعية وتقرأ وتطرح القضايا الاجتماعية والإنسانية الهامة عبر منبرها، وهذا ما لم نره يفعله يومًا شربل الذي اعتاد أن يسخر من كل شيء، ومؤخرًا أصبح يجلل السلطة ويهاجم الثوار ويصفهم بالزعران ويشتمهم ونستغرب تصرفاته لأنه شخص سوي ويفترض أنه عانى من الذين اضطهدونا كما عانينا ولا نعرفه يسكن في القصور ويقبض آلاف الدولارات، بل يعاني من البطالة كغالبية الشباب.
إقرأ: جوزيف أبو فاضل يكفر إليسا ويعتدي على شرفها!
على كل النجوم المحسوبين على السلطة أو الذين يؤيدونها أن يفهموا أن ردودهم الخارجة عن الموضوع دائمًا تجعل اللبنانيين يثورون أكثر ويتمسكون بانتفاضتهم وقناعتهم أن خلاص للبنان لا يحدث إلا بدولة علمانية تتعدد بها الآراء ولا يُخون فيها أصحابها تحت أي شعار أو عنوان.
إقرأ: نجوم ضد الثورة عليهم أن يقبلوا رؤوس الثوار وهنا الوثائق!
عبدالله بعلبكي – بيروت