منذ 7 سنوات 
أنا لست مسلمة.. ولا أعرف شيئاً عن القرآن الكريم سوى ما أشاهده على شاشة التلفزة من قتل وذبح ومؤمرات وحوريات ولولا اطلاعي الدائم على ما يقوله الذين يفسّرون الآيات القرآنية كما يجب أي بعيداً عن رجال الدين والجماعات المتطرفة، لكنتُ صدّقت بأن الدين الإسلامي دين قاتل يحارب الله.
أغلبية رجال الدين شوّهوا الإسلام، بسبب خطاباتهم التحريضية ساهموا في زيادة الفتنة بين مذهب وآخر، وبين طائفة وأخرى.. وهم من ساهموا بإنشاء الجماعات المتطرّفة إن كانت الصليبية القديمة أم الإسلامية الحالية والتي لن تدوم طويلاً إن وجدنا أشخاصاً ينبهون الرأي العام العربي الإسلامي من مخاطر تلك الجماعات الأصولية التي حرّفت القرآن وزرعت فكراً جديداً كما يحلو لها، لا علاقة له بالقرآن الذي أُنزل من الله.
استطاعت هذه الجماعات أن تغسل أدمغة شبابنا العربي فأصبحوا قاتلين يذبحون بإسم الله ويفجّرون أنفسهم لأنهم سيلتقون بالحوريات في الجنّة كما يدعون.
وفي ظل هذه الأوضاع الإجتماعية وزيادة الجماعات الأصولية وتجنيدها لشبابنا العربي والإسلامي، فكان لا بد للنجمة الكويتية شمس التي اعتدنا عليها جريئة ومثقفة وفاهمة وصاحبة كلمة حق أن تدلي برأيها بمنتهى الشجاعة، فيتخيّل للبعض بأن وراءها دول تساندها وتحميها من أفكارها المتحرّرة من خِدعِ رجال الدين وهي التي تعيش في عالم عربي أصبح أغلبيته داعشياً أو منتمياً إلى جماعة الأخوان خصوصاً في الدول العربية الأكثر تشدداً..
وفي كل مقابلة تثير شمس ضجة كبيرة في الوطن العربي، فهي ليست بنجمة فقط تحيي الحفلات وتتقاضى أجراً مرتفعاً، ولا تتنافس على النجومية أو على مطربة الخليج الأولى، ولا تلغي زميلاتها كي تحقق ذاتها وتزيد أرباحها، بإختصار فلقد اتخذت شمس طريقاً مغايراً لا يشبه أي من النجمات في الوطن العربي، فتحدّثت في السياسة وطالبت بحقوق المرأة في الدول الخليجية ولم تخف لأنّها تستمدّ قوتها من الله.. الله الذي تعرفه هي ونحن فهو عادل محب يرفض القتل والدمار والذبح والزنا.
كلنا يعلم جيداً الوصاية العشرة وكل ما تفعله الجماعات المتطرفة ناقض وصايا الله..
(الله قال لنا لا تقتل لكنهم يقتلون.. لا تزني لكنهم يتّخذون من الفتيات سبايا لتفريغ شهواتهم الجنسية.. قال لنا الله لا تنطق باسم الرب باطلاً لكنهم حرّفوا كلام الله الذي جاء في القرآن الكريم الذي بدأت بقراءته بعد إطلالات شمس وبدأت أحبه لما فيه من خير للإنسان)
كل تلك الأفعال التي قام بها تنظيم داعش وأمثاله جعل شمس تنتفض وتتحدّث وتوجه رسالة إلى كل العالم بأن الدين الإسلامي طاهر وليس قاتلاً، لكن هؤلاء استطاعوا أن يزرعوا فكراً خاطئاً في عقول الشباب العربي والإسلامي في الداخل وفي كل العالم..
شمس التي حلّت ضيفة على برنامج (على هوى مصر) الذي عرض على شاشة (النهار) وخلال حديثها عن الحوريات فأكّدت بأن حور العين في القرآن الكريم لا تعني (حوريات أو نساء) وقالت إن الله لن يفتح فندقاً في الجنة، وطلبت من الجميع أن يعود إلى القاموس العربي الذي سيكشف لهم معنى (حور العين)
وقالت: يتحدّثون عن الشهادة، فيفجّرون الناس ويعتبرون أنفسهم شهداء؟
وهل الشهيد يقتل الأبرياء؟ كل تلك الأفكار الخاطئة جاءت بسبب التفسيرات الخاطئة للقرآن الكريم.
وتابعت: “لا يوجد مفسّرون للقرآن كلام ربنا لا مفسر له ومن كان له الأحقية بتفسير هذا الكلام فهو النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأنه هو الذي نطق بوحي القرآن.. ومن يفسر القرآن حالياً أو من قبل، ربما يكون مضطهَداً أو لديه الكثير من العِقد النفسية لا يمكنه أن يفسر كتاباً الهياً منزلاً على نبي.. والنبي صاحب الكتاب لم يفسر الآيات”
ورفضت شمس أن تضع كل اللوم على الفكر الوهابي، أو الإخواني السلفي أو تنظيم داعش، وأكدت أن علينا أن نعود إلى التاريخ وإلى كل الأحداث التي ساهمت بوجود هذا العقل العربي الإسلامي الخاطيء في يومنا هذا، كما قالت شمس أنها تنتمي إلى بدو الخليج، عندما كانت المرأة هي الأساس في غياب الرجل، وكان الرجل يفتخر بزوجته، ويعرّف عن نفسه بأنّه شقيق فلانة، وكانت المرأة في الفكر البدوي صاحبة كلمة وكانت تستقبل الضيوف بغياب زوجها أما الآن فقد تذبح المرأة وتتعرض للسلخ إن قامت بأي من تلك الأفعال، حتى أنها ممنوعة من الظهور بشكلها الطبيعي أمام الكل..
حلقة شمس لم تكن حلقة عادية، بل اتّسمت بالجرأة والتمرّد والحقائق، وبما أنها امرأة وتحدّثت عن الجماعات المتطرفة فكان من الطبيعي أن تتعرّض لتهديد وهجوم حاد من قبل أحد أفراد الجماعة المأجور في الكويت الذي تقدّم بشكوى للنائب العام ضدها متهماً إياها بأنها تشتم الذات الإلهية.
ومن المؤكد بأن دولة الكويت الحرة والتي تترأس الديمقراطية بين الدول العربية لن تقبل بهكذا دعوى قضائية ضد مثقفة قالت رأيها وجعلتني أنا وكل أصدقائي من غير المسلمين نلجأ إلى القرآن لقراءته بل وجعلتنا نعيد النظر في كل ما كنا نعتقده سيئاً في دين محمد.
لذا نقول كلنا شمس
سارة العسراوي
)
