الكاتب العراقي عدنان طعمة قال إن أصول الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، تعود إلى مدينة الناصرية الجنوبية، ذات الأغلبية الشيعية المطلقة، فيما قال حفيد صدام حسين الناصري، في حوار مع صحيفة اليوم السابع المصرية، إن أصول العائلة تعود إلى جده ناصر، المنحدر من منطقة تكريت.
وقال الناصري:كنا فى مرحلة الطفولة نلعب فى الحدائق أمام جدي، وكنا نتسلق شجرة النخيل، ونحضر الاحتفالات ومأدبات الطعام، وكان جدي دائما يقول لنا عبارات طيبة، ومواعظ عن لم شمل العائلة، ولم نكن نعرف المصير الذى ينتظرنا والذي قضى على كل هذه الأحلام.
لكن الناشط مسعود الجنابي، نشر أن رجل دين صوفي، يعيش في مدينة بيجي، وله معرفة عميقة بأنساب القبائل العراقية، أخبره بأن أصول عشيرة صدام، ترجع لقبائل دروز لبنان، الذين أستقروا في قرية العوجة، وأمتلكوا الأراضي الزاعية الواقعة على ضفاف نهر دجلة، وصاروا أصحاب أراضٍ زراعية، ويطلقون عامة الناس قبل تولي صدام السلطة وبعدها أسم (البيجات) وهذا الأسم مقترن بتسمية (البيگ).
واعترض تحسين الركابي، الذي قال، إن أصول صدام حسين من أرض تكريت نسبًا ودينا، وكل دلائل النسب العائلي والقبلي تشير إلى ذلك، ومن خلال أقاربه وأهله، أما انتسابه لمناطق جنوبية، فهو تملق محض في حينه ولم يدل دليل قبلي أو نسبي على ذلك، وكل ماقيل فيه، مجرد قصص غير واقعية لا تستند على دليل حسي ولا صحة لها.
وفي سياق آخر كشف الضابط الأمريكي، ويل باردنويربر، في كتابه، كواليس ما حدث بين الرئيس النظام السابق صدام حسين، والحراس المسؤولين عن تأمينه، داخل السجن.
وجاء في تفاصيل كتاب الضابط الأمريكي عن حياة صدام حسين، إن الوحدة 515 التابعة للشرطة العسكرية الأمريكية في العراق كانت المسؤولة عن تأمين وحراسة الرئيس العراقي الأسبق، وأطلق عناصر الحماية على أنفسهم مجموعة (سوبر 12) وكانت مهمتهم السهر على راحته، إذ كانت الولايات المتحدة حريصة بشدة على الحفاظ على حياة صدام حسين وضمان محاكمته، لأن ذلك سيظهرها حريصة على تطبيق العدالة وليس الانتقام، حسبما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”.
وأضاف أن “الوحدة كانت مسؤولة أيضا عن نقل سجينها من معتقله بقصره على ضفاف نهر دجلة، إلى مقر محاكمته، وإرجاعه مرة أخرى إلى زنزانته المتواضعة، برغم عدم تلقيهم التدريبات الكافية للتعامل مع سجين كان رئيسا سابقا”.
ومع مرور الأيام، نشأت ألفة وصداقة خاصة بين السجين وحراسه الأمريكيين، فقد كان صدام حسين يتجاذب أطراف الحديث مع عناصر الحماية، ويحرص على سؤالهم عن حياتهم الخاصة وأفراد أسرتهم، لدرجة أنه كتب قصيدة لزوجة أحدهم، بحسب ما جاء في الكتاب الذي وثق تلك الفترة وتلك العلاقة.
وقال الضابط الأمريكي، إن صدام كان يستمتع كثيرا بالجلوس على كرسي صغير خارج الزنزانة، وأمامه مائدة صغيرة عليها علم عراقي صغير، يكتب عليها، ويدخن السيجار الكوبي الفاخر، وأثناء ذلك كان يمازح الحراس، ويقول إنه يمارس الرياضة للقفز من على أسوار سجنه كالغزال، ويضحك على نكاتهم، ويبدي اهتماما بهم، ويستمع للراديو، وأغاني المطربة الأمريكية ماري بليج.
وأضاف أن صدام حسين حكى لحراسه عن كيف أحرق سيارات ابنه عدي الفارهة، بعد أن أطلق نجله النار على رواد أحد النوادي الليلية في بغداد، بعد معركة على حسناوات اقتادهن عدي بالقوة لممارسة الجنس معهن، فقتل وأصاب العشرات، ما أثار غضبه ونقل الحراس عنه قوله: كنت غاضبا جدا أضرمت النار بكل سياراته.
ونقل أحد الحراس شهادته عن صدام، كما جاء في الكتاب، قائلا: “كنت على قناعة بأنه لو استطاع أنصاره الوصول إليه من أجل تحريره، فلن يلحق بنا الأذى، فقد كنا على علاقة جيدة معه”.
وأكد أن “صدام كان يذهب إلى مقر محاكمته ليس للدفاع عن نفسه، ولكن ليلقي الضوء على الإرث الذي تركه، وكأنه يوجه كلامه لمن سيأتي بعد ذلك ليكتب التاريخ، وكانت نتيجة المحاكمة شبه محسومة، والكل كان على يقين تقريبا بأنه يواجه الموت، لكن عندما كان يعود من جلسات المحاكمة كان يعود إلى شخصيته المعهودة، ويتصرف كأنه بمثابة جد للحراس”.
ويشير مؤلف الكتاب باردنوربر، إلى أن اللحظات الأقسى على الحراس، كانت في نهاية مهمتهم، وهم يسلمون صدام الذي جمعتهم به علاقة الود والصداقة، إلى مصيره المحتوم وهو الموت، مؤكدا أن الرئيس العراقي الأسبق عانق حراسه، قبل أن يسلموه للقائمين على تنفيذ حكم الإعدام، وأن الحراس لم يشاهدوا عملية الإعدام، لكنهم شاهدوا الظلال وصرير فتح الباب الذي كان يقف عليه صدام، وسقوطه وطقطقة خلع رقبته.