من قلب صناعه إلى قلب كل المشاهدين، يخترق (بالقلب) الموسم الرمضاني، داخلًا بقوة إلى المنافسة، لا لينافس بل ليطرح أفكارًا تشبه من كتبه، ومن سيشاهده، لذا أشرق وسط الظلام الداكن الذي نعيشه.
طارق سويد بدأ من النقطة السليمة، ما على الكاتب أن يفعل؟ يقدّم نصًا يتطلب إنتاجًا ضخمًا تغلّف أفكارًا لا تهم طفلًا لذا يسقط لاحقًا أمام الجماهير؟ أو يطرح كتابات لا تتطلب أموالًا بل مشاعر صادقة تجعله يمسّ قلوب المتابعين ويترك أثرًا لا تمحيه مشاهدات الأعمال الأخرى عليها؟
اختار الدرب الصحيح، لذا كتب ما يمثل هموم اللبنانيين وأوجاعهم، وطرح قضايا عديدة جعلته ينتقل من منزلٍ إلى آخر بسرعةٍ قياسية، أما الآن فيحقق تفوقًا عبر نسب المشاهدات أو (السوشيال ميديا) أو محرك البحث العالمي (غوغل).
المشاهد الجميلة دراميًا كثيرة: تبكي سارة أبي كنعان على رصاصة طائشة أصابت حبيبها وسام فارس، تنعيه بألمٍ كبير، تبكي المتابعين، لكن الأهم الفكرة السامية التي تبلورت.
كم رصاصة طائشة قتلت حبيبًا وأخًا وأختًا وصديقًا وأبًا وأمًا، لا يهم تراتبية الأشخاص، بل وقع الخسارة.. لبنان بلد السلاح منذ الحرب الأهلية اللبنانية، وواهم من يقول أن أحزاب الدم لم تعد تخزّنها سرًا بمعظمها.
طارق لم يبتعد عن الواقع اللبناني ولم يجرّد نفسه عنه، نقل القصص التي نعيشها أو التي يصادفها جارٌ عابر أو صديق نعلم عنه الكثير ونجهل الأكثر، لذا شعر اللبنانيون بصدق نصه، فأصبحت الشخصيات الورقية أناسًا من لحم ودم، يصور تفاعلاتهم المخرج الموهوب جوليان معلوف، والإنتاج لمن منحت الثقة دائمًا للإنتاجات المحلية السيدة مي أبي رعد.
كارين رزق الله بالسنوات الفائتة، طارق سويد الآن، الدراما اللبنانية لا يهدمها إلا من يرفض الثقة أو يتاجر بها.
الدراما اللبنانية قوية بفضل مبدعيها، وطارق اليوم واحد منهم.
عبدالله بعلبكي – بيروت