انتهى الموسم الرمضاني، في لبنان انتصر مسلسل (عشرين عشرين) حسب إحصائيات (غوغل) ونسب المشاهدات التي وصلت إلى أكثر من ١٦٪ حسب (ايبسوس)، علمًا أنّنا ونكرّر مُجددًا: (لا نثق بأرقام شركات الإحصائيات اللبنانيّة عن تجاربٍ سابقة سمعنا بها كيف يحدث التزوير وتُشترى وتُباع الأرقام في بورصة الشيكات المصرفيّة أو حقائب الأموال).
العمل لم ينتهِ، الجزء الثاني سيُعرض بالموسم الرمضاني المقبل، التفاصيل حتّى اللحظة ليست واضحة، لكنّ ثنائية قصي_خولي ونادين نجيم غالبًا ستُنشأ مرّة ثالثة.
إقرأ: قصي خولي أفضل ممثل عربي!
عن اقتناعٍ مُطلق، أؤيد هذا القرار وأدعو لاجتماعٍ آخر، يُتوّج نجاحيْن ساحقيْن كبيريْن تمثّلا بمسلسليْ (خمسة ونص) و(عشرين عشرين).
الثنائية بينهما تفيض بالكيمياء، الانسجام جلّي، يفهمان ما يريدان من النظرات، ثمّة طاقة توافقيّة تظهر بوضوحٍِ كلّما مرّ لهما مشهدٌ.
منذ سنوات لم نلحظ ثنائيّة عربية، بهذه الاستطاعة على خطف قلوب المتابعين المتنوعيّن بميولهم واهتماماتهم.
إقرأ: مسلسل عشرين عشرين في جزء ثاني وقصي هل يموت؟ وماذا قالت نادين نجيم؟
المعادلة التجارية بين البطل السوري والبطلة اللبنانيّة، لبيع العمل، هنا تحوّلت إلى معادلة فنيّة ناجحة بكافة المقاييس والمعايير.
قصي الشريك الأفضل الذي وقفت أمامه نادين، ونادين أكثر ممثلة لبنانيّة تجانست مع أدائه.
القصّة جميلة لنادين جابر وبلال شحادات، أما الإخراج فباهر للماهر فيليب أسمر، المخرج اللبناني الشاب الذي كسب من الجوائز الماديّة والمعنويّة، ما عجز عنه نصف كبار مخرجي الشرق.
لكنّ بعيدًا عن كلّ عناصر إنجاح المسلسل مرورًا بالإنتاج السخيّ لشركة الصباح الأخوان، تبدو ثنائية قصي ونادين أهم عوامل وصول (عشرين عشرين) إلى الصدارة الرقميّة الإلكترونيّة والتلفزيونيّة.
عبر الأرقام، مشاهدهما حصدت النسبة الأعلى، اسماهما استقطبا تفاعلًا كاسحًا.
الأرقام ليست كلّ شيء، لكنّها مؤشرٌ لا يُستهان به لتصنيف الأعمال على سلم النجاحات والرُتب.
فنيًّا:
- قصي خولي بأجمل مشاهده الرومانسيّة على الإطلاق، عيناه تغزّلت عشقًا، جانبه وقفت نادين.
- نادين_نجيم أجادت تأدية أصعب المشاهد الانفعاليّة في مسيرتها، أمام الشريك قصي.
- كلاهما سردا الحوار المكتوب بطلاقةٍ وكأنّهما يتحدثانه لا يسّمعانه، ما يشي بعمق التفاهم الروحيّ والنفسيّ والمهنيّ بينهما.
- نشعر بصداقةٍ جيّدة على المستويات كافة بينهما، تُرجمت بانسجامٍ مُلاحظ بالعيّن المجرّدة، نُقلت بعدسة فيليب الخارق بذكائه.
- كلاهما استجاب بانفعالاته أثناء حديثه الآخر، الانخراط شبه كلّي في عوالم الشخصيات الأربعة التي لعباها بالعمليْن.
- التجانس الخارجي الرائع شكلًا وهندامًا بينهما، عامل لا يمكن تجاهله.
أسباب كثيرة أوصلت (عشرين عشرين) إلى القمة، العملية شاقة، لا ننكر، لكنّ ثنائية البطليْن دون أدنى شك، حُكمًا سهّلتها.
عبدالله بعلبكي – بيروت