حلّ الشاعر علي المولى ضيفًا على الإعلامية رابعة_الزيات ضمن برنامجها (شو القصّة)، والذي يُعرض على شاشة (لنا) السورية.
قال إنّه بدأ يعيش صراعًا نفسيًا كبيرًا عام ٢٠١٧ عندما بدأ رحلته كشاعر غنائي يكتب أجمل أغنيات العصر الحاليّ.
إقرأ: أدهم نابلسي يتألق وعلي المولى (حدا ما بينتسى)!
حكى: (بدأت أشعر بصوتٍ داخلي يقول لي إنّني أهم إنسان في هذا الكون، وسأكون المخلّص الجديد للعالم، أبلغت أصدقائي بما حدث معي، اتهموني بالجنون وتخلّوا عني، فعدت لأسكن في منزل أهلي، لأبلغهم بحالتي، لكنّ حالتي تفاقمت وهذا الصوت أصبح أعلى، لذا قررت اللجوء إلى الطبّ النفسي).
علي قصد بالصوت الأفكار التي تدور في أذهاننا، كما وصف لرابعة أثناء اللقاء، ووصفها بالأفكار اللا واعية.
تابع يشرح مواجهته لذاك الصراع النفسيّ: (دخلت مستشفى الأمراض العقلية لمدة ثلاث مرات، وأهلي فرضوا علي ذلك، ذهبت إلى هناك دون أن أعلم أنّني سأبقى، خدّروني وأبقوني هناك).
أضاف: (أهلي لم يتفهموني، أصبحت عصبيًا للغاية، أريد أي إنسان أن يفهم ما يحدث معي، لكنني لم أجده).
عن تفاصيل وجوده في مستشفى الأمراض العقلية سرد علي القصة: (عندما استيقظت بعدما انتهى مفعول الإبرة المخدرة، لم أستوعب الفكرة، وجدت أناسًا هناك يقولون ما أقوله، مثلًا أنا الملك وأنا أهم إنسان في الوجود، إذًا أدركت آنذاك أنّ ما أعانيه يعانونه بالضبط).
طبيًا حالة علي تُدعى (Bipolar) كما شرحها، وتعني بالعربيّة (اضطراب ثنائي القطب)، يمكن معالجته عبر الأدوية.
علي طلب معالجته من الأطباء، لأنّ الأدوية تفصل عنه تلك الأفكار المزعجة، لكنّها تدخل المرء بحالة اكتئاب حاد، ما مرّ به الشاعر اللبنانيّ الذي شرح: (بدايةً يدخل المريض بحالة هيستيرية ثمّ بعد شهور ستة بالاكتئاب، قبل أن يعود إنسانًا طبيعيًا).
تابع: (بمرحلة الاكتئاب اختفت كل الأفكار التي اعتدت عليها، كنتُ أظنّ نفسي ملكًا والآن لا شيء، لم أعد أستطع آنذاك فعل أي شيء، لا الكتابة ولا غيرها، أصبت بحالة من الخمول والكسل، لكنّ احتضان أهلي لي وتحديدًا أختي سارة التي تركت عملها وحياتها لأجلي، وصارت تحضر مكاني في الاستديو عندما لا أستطيع الحضور، وتتعاون مع الملحنين رغم أنّ مجال عملها مختلف).
علي بحث أكثر عن المرض بعد تعافيه منه، وصار يفتش عن الشخصيات التاريخية التي عانت منه، وأكثرها الشاعر أحمد بن حسين، شاعر العصر العباسي، الذي أبلغته أفكاره آنذاك أنّه نبي، ليخرج إلى الناس ويقول إنّه نبي الزمان، فعوقب من الحاكم، قبل أن يتعافى، لذا لقّبوه بالمتنبي.
هذه المقاربة مع المتنبي الذي أشتُهر بمدح أناه بكتاباته الشعريّة، أراحتني، أدركت حينها أنّ الإنسان وحده من يعي التصرف مع مرضه، يمكنه أن يدخله في كآبةٍ مريرة، ويمكنه أن يحفّزه على النجاح، فيصبح نعمةً.
قال: (أهملت عملي وسخّرت كلّ وقتي لأبحث عن هذا المرض، درست علم النفس ونظريّة فرويد الذي طرح فكرة (الهو)، أي ذاك الصوت، والأنا والأنا العليا، لفرويد تلميذ يُدعى كارل يونغ عاش مع هذا الصوت لأربعة عشر عامًا، سمّاه ظلّه الذي لا يفارقه).
لينتصر على مرضه اتبع علي نظريات أربع: (لا تكبر إنه فخ، افعل ما تخافه، لا صدف كل الصدف مقصودة، الحقّ على نفسي بكلّ ما حدث لي).
أضاف: (كلّ مرحلة صارعت بها المرض، انتهت بأغنية كتبتها، مثلًا أغنية أزمة ثقة لناصيف زيتون، كتبتها عندما تركني رفاقي أول مرضي وتخلّوا عني).
أما الأغنية التي عالج بها نفسه فكانت الأغنيّة التي كتبها لمسلسل (بالقلب).
عن ذنبٍ رافقه حكى علي: (عندما رأيت أناسًا يعملون ليلًا نهارًا لا يتقاضون ربع أجر أتقاضاه عن جملتيْن أكتبهما في شعر غنائي، شعرت بالذنب، لذا توقّفت لفترة عن الكتابة).
https://www.youtube.com/watch?v=RLQmg7k-kZ8