كتبت الأديبة والشاعرة السورية غادة فؤاد السمّان نصًا عن الإعلامية اللبنانية ورئيسة التحرير نضال الأحمدية بعد حلقتها في برنامج (لأول مرة) مع علي ياسين على قناة_(الجديد جاء فيها:
نضال الأحمدية..
سيختلف الجميع على حضورك المتلفز، وقلّة قليلة ربما ستتفق، أياً يكن، وبصرف النظر عن تفرعات اللقاء، وعدم التكافؤ، فأنت الخبرة، والذكاء، والنبرة، والفكرة، وسرعة البديهة، والتمريرات الحرّة، والرسائل الطائشة، والبريد المتفلّت بكل اتجاه، والقصف العشوائي، والضربات الركنية، وضربات الجزاء، أهم من هذا كله ثقتك الراسخة بذاتك، ثقتك الباهظة بنفسك، ثقتك الواثقة بثقتك.. تُرفع لك القبعة فعلاً، إذ ليس من السهل تصدير الأنا بهذا السخاء الفادح، صحيح بعد هذا الغياب الطويل بحكم كل شيء مخيّب، ورغم أن عودتك لم تأت بجديد، لكن جرأتك التي تتفاقم هي الجديد بحدّ ذاته، ومباشرتك لتصدير الامتيازات الذاتية هو الجديد والجميل واللافت جدا جدا جدا.. رغم صقيع اللقاء استطعت ان تدفئيه بحيويته، ورغم أناقة المذيع المنشّاة استطاعت عفويتك ان ترطّب الياقة اليابسة، ورغم قصاصات الأسئلة المشرذمة، تمكنت من احتواء كل المواقف وتشذيب حوافها المدببة، لتلطيف الاجواء العامة رغم شراستك اللاذعة، التي قدمتك كما أنت، دون لفّ او دوران، ودون مواربة، لم توفري أحدا لتمدحيه على شرف إرضاء مراجك، ولم تذمّي أحداً يعرف كيف يكسب مزاجيّتك، يكفي أن اشير بكلمة أخيرة ان وجودك على الشاشة الصغيرة لتلفزيون الجديد فرض نفسه في سهرة محدودة التوقيت بحكم أنها مرتهنة لسطوة وسلطة التقنين المريع، ومع ذلك تابعتك بشغف وأنتِ كما أنت، لا الايام زحزحتك، ولا الظروف غيرتك، ولا العزلة الاخيرة أثنتك عن تصريحاتك العنقودية التي أصابت الجميع، كما أصابتني بوابلها مراتٍ ومرات، مرة في محفل وأخرى في مقتل كما تحبّي ان ترمحي في العادة.
غادا فؤاد السمان